أستغرب كثيراً من القصص والروايات والأحداث التي نسمع عنها كثيراً، خصوصاً في الفترة الأخيرة، حول الخدم ومشاكلهم وتعديهم على أفراد الأسرة بشكل مستغرب، في وقت لم نسمع عن مثل هذه الأحداث سابقاً، خصوصاً في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، في ظاهرة أصبحت خليجية والكل يعاني منها بصراحة، فلم تعد تأمن منهم أو لهم، بل تظل في حالة قلق، خصوصاً لو كان طفلك بين أيديهم!!
حرق وذبح وقتل واعتداء واختناق وشرطة وسجن ومحكمة وهروب.. مفردات أصبحت تتردد كثيراً على مسامعنا إلى أن ألفناها بعد أن كنا نقرؤها مرة أو مرتين في السنة، كحادثة وقعت في دول أخرى، وليس في مجتمعنا الخليجي، نعم ارجعوا للإحصائيات وشاهدوا بأنفسكم عدد الحالات المجني عليها، ومعظمها من الأطفال للأسف، بحيث أصبحوا هم الضحية بذنب أو بدون ذنب، دائماً الطفل هو الضحية.. لماذا؟
والغريب في الموضوع أن الحالات التي تكررت محصورة على جنسيات معينة نعرفها جميعاً، بل ونعرف المناطق التي ينحدر منها خدم المنازل، ولكن للأسف ما زالت التأشيرات مفتوحة لهم دون الالتفات إلى معدل الجريمة المرتفع بسببهم، فمعظمهم ينحدرون من بيئات فقيرة محدودة الدخل أو عديمة نستطيع القول، وثقافة متدنية لا تتعدى ألف باء الحياة لتصل إلى دول الخليج وتنصدم بحياة المدنية العصرية والثقافة المختلفة والدخل المرتفع ولله الحمد، لذلك يشعرون بمدى بؤس وضعهم.
الأطفال اليوم هم المستهدفون من هؤلاء للانتقام من الأسرة، والحالات موجودة ونسمع عنها يومياً في دول الخليج وبأرقام مخيفة لا نصدقها، مهما كانت الأسباب والمسببات سواء سوء معاملة أو حسن معاملة، دائماً أطفالنا للأسف هم ضحايا الانتقام، بحيث أصبحنا نحتار ونسأل:
هل دولهم تتعمد إرسال هذه الفئة من الشعب للتخلص من مشاكلهم وإرسالهم لنا؟
أم أنهم يعلمون عن حالتهم النفسية والصحية وبسبب الفقر يرسلونهم لدول الخليج للعمل والعلاج؟
صراحة لا أعرف الإجابة، ولكن كل ما أعرفه ومتأكد منه أن دائماً أطفالنا هم الضحية..
آخر وقفة
الجهود الحثيثة التي تقوم بها الجهات المعنية في دول الخليج بخصوص خدم المنازل تشكر عليها صراحة، ولكن أطفالنا ما زالوا في خطر فهم الضحية أولاً وآخراً.. من خدم المنازل فانتبهوا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق