الخميس، 13 فبراير 2014

عندما يتدخل الكبار !!


دائماً وأبداً يعتبر الكبير كبيراً بفعله وحكمته وحنكته وحسن تدبيره للأمور وطريقة احتوائه للأزمات والمشاكل، بحيث يكسب ولا يخسر قدر المستطاع، خصوصاً لو كان هذا الخلاف مع جارك القريب، ويكون المتسبب أبناءك أو أبناءه، فتجد الدائرة تتسع شيئاً فشيئاً حتى تصل إلى مرحلة تدخل الوسطاء لاحتواء الأزمة، ولكن ما إن يتدخل الكبير صاحب المكانة والكلمة المسموعة حتى تجد أن الكل ينصت له ويسمع دون أن يتلفظ بأية كلمة.. 
فهذا الكبير هو الحكيم والأدرى في حل كافة القضايا العالقة مهما كانت التوجهات، لذلك يبقى جارك هو جارك مدى الحياة، وتبقى علاقتك به علاقة الأخ والصديق والرفيق، حتى وإن كانت بين مد وجزر إلا أنها ستبقى مدى الحياة، وهذه طبيعة البشر، ولكن الأجمل في ذلك أن جارك مهما اختلف معك إلا أنه وقت الشدة أول من يقف معك وتقف معه، فما زالت أواصر المحبة والمودة متأصلة لا تشوبها شائبة مهما اختلفنا.
نعم أحياناً تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، ولكن هذا لا يمنع أن نحاول مرة تلو الأخرى أن نمد اليد بحكمة ونصافح الجار وننسى الإساءة، فمهما كان فهو لن يرضى عليك ولن ترضى عليه، بل ستكون له سنداً وعوناً في حضوره وغيابه.
وسيكون لك المعين في أصعب لحظات حياتك ولن يتخلى عنك، وهذه أفعال الكبار دائماً.
لذلك علينا عزيزي القارئ أن نحسن للجار ونحتويه ونتقبله ونبعد عن كل أسباب اشتعال الفتنة والقلق بيننا، وأن نعطي للكبير مكانته بحكمته وفعله ليتدخل ويقول كلمته الموزونة، فهو صاحب التجربة ومن نسل الأكرمين، وهو جارك وما يفرحك يفرحه، بل ويشاركك الفرح بزيارتك والوقوف معك، والعكس صحيح أيضاً.
لا نتمنى أن يطول الخلاف بين الجيران ولا نتمنى أن تتسع الدائرة، فالصغار صغار والكبار كبار، كل ما عليك اليوم أن تستمع لصوت الحكمة ورجاحة العقل ولا تعط فرصة للمتصيدين أن يدخلوا بينكما، وما أكثرهم، وإلا ستجد نفسك قد خسرت جارك، في وقت نجد أن الجميع يبحث عن الجار والرفيق قبل أن يضل الطريق.

آخر وقفة 
عندما يتدخل الكبار.. ينصاع الجميع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق