ما إن هطلت أمطار الخير على دولة قطر خلال الفترة الماضية وبغزارة في بعض المناطق حتى اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بصور ولقطات حية وتعليقات جميلة لم تخل من الدعاء أو التهليل أو التكبير، وحتى التسويق لأماكن زانتها الأمطار جمالاً، فتوجه الجميع لهذه المناطق للاستمتاع والاحتفاظ بذكريات جميلة لأمطار 2015.
ولكن وللأسف أقولها:
تكرر سيناريو لم نتوقع أن يتكرر، وهو غرق مناطق أو طرق رئيسية بتجمعات المياه، لا أريد أن أسميها أو أخوض في تفاصيل ما حدث فيها، فالكل شاهد وعاين وزار وانتقد وصُدم من واقع غير الواقع، بصراحة بشكل أذهل البعض منا، والكل يسأل كيف حدث هذا؟ وأين فتحات تصريف مياه الأمطار المفترضة؟!
الآن ما يهمني ويهم كل من يعيش على أرض قطر الحبيبة هو لماذا هذا السيناريو يتكرر كل عام، خاصة مع الطرق المنجزة حديثاً، أو المناطق الجديدة، طبعاً هنا لا أوجه أصابع الاتهام لأحد، ولكن من حقنا أن نعرف ماذا حدث؟ ولماذا غرقنا خلال أقل من ساعتين، وانكشف المستور!!
طبعاً وسائل التواصل الاجتماعي لعبت دوراً كبيراً في إيصال الصورة الحقيقية للوضع دون تزييف أو تجميل أو محاباة، فكان لها السبق في كشف بواطن الأمور دون رتوش، فوصلت الرسالة، وبدأ الجميع يتناقل الواقع حتى وصلت للجهات العليا، وربما خير دليل على ذلك نداء الاستغاثة الذي أطلقه المواطن من منزله عبر وسائل التواصل، بعد أن حاصرته هو وأسرته مياه الأمطار بدون أي تصريف أرضي، وتناقلته جميع المواقع!!
الأسطوانة السنوية حفظناها، سنبدأ بفتح تحقيق، سنحاسب المقصرين، لا تساهل مع الشركات المقصرة، هناك شرط جزائي، هناك قانون يحمينا، مسؤولون بيطيرون، طيب وبعدين (طق المطر واطلعت الفضايح مرة ثانية).
وبس هذا شغلنا ننتظر لين صارت المصيبة، وبعدين نتحرك وبنحاسب وبنحقق وبنفعل، خاصة عندما نقرأ سنوياً أنه تم رصد ميزانية للطريق الفلاني أو البنية التحتية للمنطقة الفلانية وخلافه، وبالفعل شفنا الطريق بس ما شفنا بنيته التحتية!!
آخر وقفة..
أرجو من الجهة المعنية الوقوف دقيقة صمت على المليارات التي غرقت في بحيرات أمطار الخير التي كشفت الواقع!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق