تستغرب عزيزي القارئ عندما تسمع من أحد معارفك (موظف) تحليلاً رقمياً وواقعياً للبورصة وأسعار الأسهم والشركات القوية والضعيفة، ويعطي من خبرته نصائح لصغار المستثمرين متى يدخل يشتري ومتى يبيع، مما يثير استغرابك.
جلست بجانب أحدهم أستفسر عن خبراته، خاصة أن سوق الأسهم موعده صباحاً، وهو في نفس الوقت موظف حكومي صباحي، فمتى تابع؟ ومتى عرف وعلم وتعلم بسرعة؟
فبادرته بالسؤال (وين عندك وقت)؟
فرد علي: طبيعة عملي اليومية عبارة عن كارت الدخول والخروج وسوالف وجولة في مواقع بيع وشراء السيارات، مع متابعة يومية وقوية للبورصة، وأهم شيء الربع عندي يتقهون!!
طيب وشغلك اليومي ومهام عملك المطلوبة منك تنجزها وينها؟
تسألني أنا يا بوعلي.. اسأل المسؤولين يمكن عندهم الخبر؟!
إلى هنا وانتهى الحوار معه..
لأبدأ حواراً داخلياً لم يخل من الاستغراب والسؤال والتفكير
هل فعلاً هناك بيننا اليوم موظفون بلا عمل؟
ولماذا بدون عمل؟
ولماذا إذاً تم توظيفهم طالما أنه لا يوجد لهم عمل؟
وما سبب تهميش دورهم اليوم؟
ومن يتحمل مسؤولية البطالة المقنعة في جهازنا الحكومي؟
لماذا لا نجد لهم حلاً واقعياً نستفيد من خبراتهم وطاقاتهم؟
ولماذا لا نجد هذا الوضع غالباً في القطاع الخاص؟!
ولماذا لا يوجد تكليف بمهام عمل لهذه الطاقة الشبابية من قبل المسؤول الأعلى؟
هل يعقل أحضر صباحاً وأتحمل مشاق الزحمة والمخالفات لأصل في الوقت المطلوب فقط لأتابع أسعار السيارات وأسهم الشركات، والغريب أن المكتب تحول إلى مجلس للبطالة الصباحية، وفي آخر الدوام كارت الخروج وأعود للبيت؟!
أين المسؤول؟؟
من هنا يأتي تعريف البطالة المقنعة: هي مصطلح يعبر عن مجموعة من العمال الذين يحصلون على أجور أو رواتب دون مقابل من العمل أو الجهد الذي تتطلبه الوظيفة، وهي نسبة إذا تم سحبها من مجال العمل لا يترتب على خروجها أي نقص في إجمالي إنتاج الشركة.
نحن لا نطالب بسحبهم من العمل، بل تكليفهم بالعمل والإنجاز والمشاركة في نهضة البلاد، وتفعيل دورهم أكثر، أو تحويلهم لجهات أخرى لديها نقص في الموظفين فلا نغض الطرف عنهم ونتناساهم.
آخر وقفة
الفاضي عمل عبارة عن طاقة بشرية مهدورة لم تستغل
مع تحياتي / حسن الساعي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق