بهذه الجملة الغريبة بدأ أبو أحمد كلامه معي ذات يوم عندما اتصل بي وهو مستاء من الوضع العام في جهة عمله، وبصراحة وللوهلة الأولى توقعته من المحولين على البند المركزي أو التقاعد المبكر، فحاولت مواساته بكلمات عامة لا تخلو من الرضا بالقدر والصبر.
ولكنه ضحك وقال لا يا بوعلي الموضوع مب مثل ما أنت فاهمه الموضوع أكبر من كذا.. فاستغربت من حديثه وطلبت منه الشرح الوافي، فقال:
أنا موظف على رأس عملي، والحمد لله مشهود لي بالكفاءة والانضباط، وكسبت ثقة المسؤولين لدرجة أنهم يوكلون لي بعضاً من مهامهم، وحصلت على تقدير امتياز على مر السنين، فلا تأخير ولا مشاكل، بل تطوير وتأدية العمل على أكمل وجه.
فقاطعته إذاً أين المشكلة؟!
فقال: هذه هي المشكلة يا بوعلي!!
فطلبت منه التوضيح؟
فقال: من كثرة إخلاصي وحرصي على العمل ومحاولاتي الدائمة للتطوير واجهتني مشكلة مع رئيسي فلا إجازات يوافق عليها، ولا دورات خارجية يرشحني لها، ولا إعفاء من بعض المهام، ولا موافقة على طلب نقل مثلاً، والسبب حاجتهم لي بعدما لمسوا حرصي وخبرتي في العمل فتحولت خبرتي إلى نقمتي!!
لأنه بالمقابل يترك بعض الموظفين غير المنتجين على راحتهم من ناحية الإجازات والدورات والغياب وما إلى ذلك من حقوق وامتيازات للموظف.. بينما أنا حرمت من كل هذه الحقوق لحاجة العمل!!
لو تفكرنا قليلاً عزيزي القارئ في حالة أبو أحمد لوجدنا أن هناك نماذج كثيرة ظلمت وضاعت حقوقها وامتيازاتها الوظيفية مثله، والسبب تميزها عن بقية الموظفين وحبها للعمل.
أبو أحمد يقول: فرصة عمل في قطاع آخر من قطاعات عملي وبراتب أعلى من الحالي علمت عنها فتقدمت بكتاب نقل رسمي، ولكن مسؤولي رفض والسبب (ما عندي غيرك يشتغل)!!
آخر وقفة:
أبو أحمد نموذج من الشباب المكافح الذي عمل بإخلاص وضحى من وقته وجهده من أجل العمل، فكانت النتيجة حرمانه من معظم حقوقه والسبب (حاجة العمل)!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق