من خلال متابعاتي واهتمامي بالشأن المحلي مؤخراً لاحظت أحياناً ارتفاعاً جنونياً للأسعار غير مبرر لبعض السلع الأساسية.. وما صاحبها من (تذمر واستياء فقط) من قبل المستهلك المغلوب على أمره أحياناً.. فلا بديل منافس!
وصلتني عبر حسابي الخاص في «فيس بوك» رسالة تحمل تجربة تاريخية للشعب الأرجنتيني من المتابع سامر.. تجربة فيها دروس وعبر وتكاتف، لنتمعن بها بداية ثم لندرك القصد في نهايتها!!
قبل بضع سنوات استيقظ الشعب الأرجنتيني صباحاً، وإذ بتجار الدواجن والبيض قد اتفقوا على رفع سعر البيض كلهم مرة واحدة، فعقدوا اتفاقهم دون أن يفكروا لحظة واحدة أن هناك من لا يستطيع أن يجد قوت يومه، لأنهم تجار جشعون لا يهمهم إلا أن يملؤوا جيوبهم بأموال الناس كيفما اتفق.
فماذا حصل بعد ذلك؟
لقد كان المواطن الأرجنتيني ينزل إلى السوق ويأخذ البيض وعندما يجد سعره مرتفعاً فإنه يعيده إلى مكانه، فكان هذا هو حال جميع المواطنين الأرجنتينيين.
فماذا تتوقعون حصل بعد ذلك؟
بعد أيام وكالعادة تأتي سيارة التوزيع الخاصة بشركة الدواجن لتقوم بتنزيل الكميات الجديدة من البيض، ولكنهم فوجئوا بأن أصحاب المحلات يرفضون إنزال أية كميات جديدة.
فقام التجار بإعادة الكميات إلى مستودعاتهم، وقالوا لنصبر أياماً قليلة لعل وعسى أن يعود المواطنون لشراء البيض.
انتظر التجار أياماً، وانتظر الشعب أيضاً أياماً، وانتظروا وانتظروا... وتورط التجار (الجشعون) بالبيض الذي تكدس في الثلاجات والمخازن والمستودعات والبقالات دون وجود مشتر.
ولم تنته القصة
وبعد عدة أيام اتفق التجار اتفاقاً جديداً وهو بيع البيض بسعره السابق قبل الارتفاع تداركاً للوضع.
ولكن الشعب الأرجنتيني رفض أيضاً أن يشتري البيض مرة أخرى، وذلك لكي يتأدب التجار ولا يعودوا لمثلها.
فعاد التجار وخفضوا من سعر البيض مرة أخرى.
ولكن الشعب العظيم أيضاً لم يشتره فكادت عقول التجار تزول، فالخسائر تتراكم.
أخيراً
وبعد كل هذا اتفق التجار الخاسرون وهم خاسئون بأن يبيعوا البيض بربع سعره قبل الارتفاع، مع تقديم اعتذار رسمي للشعب في الصحف بعدم تكرار ما حدث.
وهنا انتهت القصة
وأصبح الشعب الأرجنتيني العظيم فائزاً في معركته مع التجار، وفائزاً بأنه يشتري البيض بخصم %75 من سعره الأصلي.
انتهت الرسالة
أعتقد أنه شعب واع ومتفق فكرياً ويدرك تماماً أين مصلحته، لقد فازوا بالمعركة على التجار الجشعين ولم ينتظروا حماية المستهلك ولا تدخل الحكومة أو كبار القوم.
بل ولم يشتكوا في وطني الحبيب، فقد اتخذوا الإجراء المناسب وقاطعوا الجشعين وانحلت المشكلة!!
آخر وقفة:
أيها التجار نحن أيضاً شعب عظيم!!