الأحد، 22 سبتمبر 2013

في أمان الله !!


ستبدأ بعد عدة أيام الدراسة في معظم المعاهد والجامعات في الخارج التي التحق بها طلبتنا، سواء كانوا مبتعثين من قبل جهات عملهم، أم عن طريق حسابهم الشخصي، بهدف كسب العلم والمعرفة والاحتكاك بالشعوب الأخرى.
هذا بحد ذاته خطوة إيجابية إذا كانت مدروسة دراسة وافية من قبل ولي الأمر من أجل الحصول على أعلى الشهادات وأن ينفع بعلمه وطنه.
فلو تأملنا أعمار طلابنا من حملة الثانوية تجدها لا تتعدى اليوم غالباً 18 عاماً، أي في مقتبل العمر والانطلاق وحب الاستطلاع، وهذا بحد ذاته سلاح ذو حدين لو لم يوجه التوجيه الصحيح.
لذلك نجد أن الغربة كما قالوا تصقل معادن الرجال، فمن كان يعتمد على الغير بالأمس سيجد نفسه اليوم يعتمد على نفسه من أول يوم يصل إلى وجهته، فلا أب ولا أخ ولا حنان الأم وعطفها، فمن هنا تبدأ التجارب والمعرفة.
فكم من شاب سافر ودموع الأم والأب تسبقه خوفاً وحرصاً عليه، ولكنه اليوم عاد بعد سنوات الغربة رافعاً شهادة تخرجه وبين عينيه والداه، فقد كان خير مثال للشاب الخلوق في غربته، فحق لنا أن نفتخر به.
وبالمقابل سمعنا عن هذا وذاك والسمعة السيئة التي نقلوها للآخرين عن تربيتهم للأسف، فلم يكونوا مثالاً مشرفاً بسبب سوء سلوكهم وضعف تحصيلهم العلمي فعادوا خائبين.
لذلك أتمنى اليوم من كل ولي أمر قبل أن يصعد ابنه سلم الطائرة أن يجلس معه جلسة الصديق الناصح والأب والمحب لابنه، وأن يشرح له خارطة طريق الغربة، وما له وما عليه، كي يتذكر نصيحتك غداً ويدعو لك، فهناك سيجد قوانين صارمة فلا واسطة ولا معرفة ولا تساهل.
نعم هناك متابعة من الملحقيات الثقافية في الخارج، حيث يبذلون جهداً يشكرون عليه لمتابعة طلابنا، ولكن متابعة ولي الأمر بالنصح والإرشاد لا مفر منها فهي تنير طريق غربته في يوم ما.

آخر وقفة 
لكل من سافر وسيسافر للغربة أقول له:
في أمان الله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق