الأحد، 15 سبتمبر 2013

لنتريث !!



أسعد الله أوقاتك عزيزي القارئ، وأرحب بك، وأدعوك اليوم أن تتفكر معي في الموضوع المطروح أمامك من خلال هذا المقال، فهو من الواقع الذي نعيشه، ولكن لنتريث قليلاً. 

فمن خلال عضويتي في لجنة ذخر لتنمية المجتمع التابعة لـ «قطر الخيرية»، ومن خلال الحالات التي تعرض على اللجنة طلباً للمساعدة، فقد لاحظت من خلال اجتماع الأربعاء الأسبوعي ملاحظة غريبة أرجو أن ننتبه لها..
فقد تكررت حالات الديون بمبالغ خيالية، في حين أن الراتب لا يتعدى ٢٥ ألف ريال مثلاً، ولا يصفى لهالحالة من الراتب بعد دفع الأقساط المترتبة على هذا الدين إلا ١٥٠٠ ريال مثلاً!! 
فنستغرب كيف وصل به الحال إلى هذا الحد، بحيث صدر بحقه حكم بالسجن، أو سترفع عليه قضية لعدم السداد، ومرفق في ملف الحالات كل ما يثبت ذلك!! 
وبالرجوع لملف الحالة نجد ما يلي على سبيل المثال: 
سلفة من العمل ويخصم منه في حدود ٣٥٠٠ ريال.
قرض بنك التنمية خصم في حدود ٣٤٠٠ ريال.
سلفة بنكية وقسط شهري في حدود ٥٠٠٠ ريال.
قسط شهري لشركة تمويل ٤٥٠٠ ريال.
قسط شهري لشركة تمويل أخرى ٤٠٠٠ ريال.
ديون خارجية وقسط شهري ٣٠٠٠ ريال.
فتقف مستغرباً كيف استطاع أخذ كل هذه المديونيات بأقساطها الشهرية في حين أنه يعلم أن الراتب متوسط لا يفي بكل ذلك؟! 
هذه أرقام تقريبية لبعض الحالات التي نستغرب بصراحة كيف وصل بها الحال إلى هذا الحد بحيث أصبح مديناً وهو في مقتبل العمر؟!
مهما كانت الظروف والأسباب، ومهما كانت الأهداف، ومهما كانت المبررات لماذا يصل الحال إلى ما وصل إليه حال البعض منا؟!
أحزن بصراحة عندما أرى البعض منا لا يرتب أموره بطريقة لا تضره ولا تضر من معه في الوقت نفسه.
نعم هناك غلاء في المعيشة.
نعم هناك أحلام وطموح.
نعم هناك أساسيات وكماليات.
ولكن أيضاً هناك تقدير للخطر وما يترتب عليه من أضرار قد تنجم من جراء عدم التخطيط الأمثل لحياتنا.
لا أنكر أن البعض منا قد ينجرف وراء الكماليات على حساب الأساسيات، ولكن في الوقت نفسه هناك من يسعى جاهداً لتوفير الحياة الكريمة له ولأسرته بعيداً عن التبذير، وهناك أيضاً من لا يحسب الأمور ويزنها بميزان الواقع، فيخلط بين الأساسيات والكماليات والرغبات، فيصل به الحال إلى المحاكم والسجون وهو في غنى عن ذلك لو تريث قليلاً.. 
لجنة ذخر لتنمية المجتمع ومن خلال أعضائها وفريق البحث الاجتماعي يقومون بدور كبير صراحة في دراسة الحالات والتأكد من مصداقيتها لتقديم الدعم المناسب من أموال الزكوات والصدقات لها، ليس فقط في المساعدات المالية، ولكن أيضاً بالدعم النفسي والاجتماعي والنصح والتوجيه أحياناً قدر المستطاع، لذلك نقف مستغربين أحياناً عندما تصادفنا مثل هذه الحالات..



آخر وقفة 
لنتريث قبل أن نندم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق