الخميس، 19 سبتمبر 2013

التفاؤل !!


تحياتي لك عزيزي القارئ 
وأتمنى لك يوماً سعيداً
فأنت تخرج من بيتك ٧.٠٠ صباحاً مبتسماً متجهاً لمقر عملك متفائلاً فتعلق في زحمة السير، وتنتظر مبتسماً وتقول الصبر مفتاح الفرج، فيطول الانتظار بك والسلحفاة لا تخطو متراً واحداً.
فتبحث عن سلوى الانتظار، فتفح المذياع متأملاً أن تسمع ما يسر الخاطر من آية أو حكمة أو معلومة فتجد نفسك تعيش مأساة مواطن يشكو همومه عبر برنامج وطني الحبيب صباح الخير، أو آخر يبحث عن مسكن أو وظيفة بعد ضياع عمره بين دهاليز الوزارات على أمل الاتصال به فتتحول ابتسامتك المتفائلة إلى ابتسامة شاحبة ولكن تقول الصبر مفتاح الفرج، ليصل بك السير السلحفائي وتجد نفسك وأنت تبحث عن موقف لسيارتك بين أبراج الوزارات مستعجلاً للحاق بالدوام اليومي والساعة تقترب من ٨.٢٥ دقيقة وتبحث هنا وهناك وتبتسم لهذا وذاك على أمل أن يترك لك الفرصة لموقف سيارتك ولكنه يتجاهلك وهكذا يومياً...
تصل إلى مقر عملك 
فتنتظر المصعد ليدخل الجميع إلا أنت والسبب أنه مصعد للنساء فقط.
فتنتظر الآخر فيصل فتجد كتب عليه المدير العوود فقط. 
فتنتظر الآخر فيصل ولكن كتب عليه الطوابق الفردية.
فتنتظر ليصل المصعد الزوجي وتدخل ويصعد بك صعود السلحفاة، بسبب توقفه في كل دور زوجي.
إلى أن تصل فتبحث عن أقرب جهاز للبصمة وتضع بصمتك دليل حضورك اليوم بغض النظر عن إنجازك في هذا اليوم، ولكن الأهم الحضور فقط، وتتجه لمكتبك لترتاح من عناء السرعة البطيئة.
وهنا تتذكر أنك لم تبتسم لبداية يوم سعيد في عملك فتبتسم، ويتصل بك المسؤول. 
يسألك سؤالاً واحداً «ليش التأخير؟»
تبرر له سبب التأخير
لا يعلق 
ولكن تصلك رسالة نصية (تم خصم اليوم بسبب تأخرك)، فتنظر من زجاج مكتبك إلى الكورنيش وأعمال التوسعة وزحمة السيارات وتبتسم!! 

آخر وقفة 
الابتسامة دليل التفاؤل 
ولكن التفاؤل يضيع في سرعة السلحفاة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق