الأربعاء، 3 يونيو 2015

#ساعدني_ولا_تصورني

حسن الساعيالأربعاء، 03 يونيو 2015 01:29 ص
باتت ظاهرة توثيق الأحداث لحظة بلحظة عبر وسائل التواصل الاجتماعي هي الشغل الشاغل للبعض منا، لدرجة الهوس غير المبرر وبعض الأحداث الأخيرة التي سمعنا عنها أو شاهدناها من خلال التوثيق السلبي لها جعلتنا اليوم نسأل سؤالاً مهماً ماذا لو كنت أنت في نفس هذا الموقف؟! 
هل كنت ستقبل أن يصورك أحدهم بدافع التوثيق وأنت تغرق في البحر باحثاً عن من يساعدك؟ 
هل كنت ستقبل أن تنتشر حادثتك هذه بين الخلائق لدرجة أنك أصبحت حديث الشارع في لحظة؟ 
أكاد أجزم أنك لن تقبل بها ولو لثوان.. 
فما بالك باقتحام خصوصية الآخرين، سواء حياتهم الشخصية أو العامة بتوثيقها، سواء كان بعلمهم أو بدون، فالأمر هنا واحد!! 
بل من المفترض بدلاً من أن أترك لفكري وللكاميرا العنان في توثيق اللحظات الصعبة التي يمر بها الآخرون كان من باب أولى أن أتوقف مباشرة وأتجه للحدث كبادرة إيجابية، محاولاً مساعدة أطرافه بهدف إنهاء المشكلة. 
أحياناً طرف المشكلة ربما يكون طفلاً صغيراً ضعيف البنية قليل الحيلة بين يدي ذئب بشري معدوم الضمير ينتظر نجدة تنقذه من بين فكي هذا القذر، ولكن نفاجأ بدلاً من تدخلنا وقفنا نوثق الحدث ثم ننشره، وفي قرارة الطفل كان يبكي ساعدوني ولا تصوروني!! 
هذه صرخة ضمير نوجهها لكل القلوب التي انفطرت بعد تداول فيلم التحرش الأخير، وما نتج عنه بعد النشر من تدخل شعبي كبير غير مسبوق على أطراف الموضوع الثلاث: 
السائق: مطالبين بتنفيذ أقسى العقوبة عليه. 
الطفل: والسؤال كيف نهمله مع سائق مغترب عن أسرته هكذا؟ 
الشاهد: وكيف ترى الطفل في هذا الوضع دون مساعدة تذكر وتكتفي فقط بالتوثيق؟ 
يا إخوان ويا أخوات الوضع اليوم أصبح بحاجة إلى تحرك شعبي إيجابي لا سلبي لوقف انتهاك حقوق أبنائنا وبناتنا، فما حصل بالأمس القريب ممكن أن يتكرر كل يوم ويحدث مع الخادمة أو الطفلة أو حتى مع ربة المنزل نفسها، فكل شيء جائز إن لم تكن لدينا خطوات رادعة تمنع حدوثه، ووعي بخطورة ترك الأطفال يلهون ويلعبون مع السائق أو الخادمة دون رقابة تذكر.. 
لا نسيء الظن في جميع خدم المنازل والسائقين، بل لا ننكر أن هناك من تركوا بصمة إيجابية في حياتنا لا ننساها، لذا فهم قلة، ولكن من الأفضل أن نتابع من بعيد والتدخل في الوقت المناسب لإنقاذ ما يمكن إنقاذه!! 

آخر وقفة 
أرجع أذكركم  #ساعدني_ ولا_تصورني

.....
ملاحظة
كتبت هذا المقال قبل اكتشاف حقيقة ماحدث بين الطفل والسائق 
مع تحيات / الاعلامي حسن الساعي 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق