الأربعاء، 14 أكتوبر 2015

كل شي تمام ..!!

حسن الساعيالأربعاء، 14 أكتوبر 2015 01:02 ص

ترددت كثيرا على مسامعنا هذه الجملة خلال الفترة الماضية (كل شي تمام) والتي تفيد بإنجاز المهمة على أكمل وجه أو نجاح تحقيق الهدف وما إلى ذلك من معان نعلمها جميعا ولا تخفى على أحد، والحقيقة لو تعمقنا أكثر لوجدنا أن أغلب من يستخدم هذه الجملة في حياتنا العملية هم المكلفون بمهام أو المحيطون بشخصية مهمة!! والذي يعتمد عليهم اعتمادا قد يصل تقريبا لدرجة الثقة العمياء، فكل تقرير أو ملاحظة أو حديث يصل منهم إلى مكتبه فهو «الصح» وغير ذلك فمشكوك فيه!! 
نعم إنها البطانة التي غالبا ما تكون من أكثر المستنفعين والمستخدمين لهذه الجملة خاصة عندما يسأل المسؤول عن موضوع أو يستفسر عن أمر ما أو يطلب نتيجة تحقيق معين أو كلف أحدهم بأمر ما، فغالبا تكون الإجابة (كل شي تمام) فطبعا بديهيا وبسبب ارتباطات المسؤول فيدرك مباشرة من هذه الجملة أن الأمور على ما يرام وكما ينبغي فيبتسم منتصرا ويستفيد منه تابعوه!! 
ولكن السؤال الأهم هل (كل شي تمام) فعلا تمام؟ 
هل صدقت البطانة عندما أجابت (كل شي تمام)؟
هل بذلك نقلوا الواقع للمسؤول كي يتخذ القرار المناسب؟ 
وهل البطانة محل ثقة لهذه الدرجة بحيث تستشار في كل شي؟
(كل شي تمام) لربما أخفت وراءها مصير موظفين ينتظرون ترقية أو إجازة أو سلفة.
(كل شي تمام) لربما أخفت وراءها هموم مراجع أو تعطيل معاملة أو ضياعها!! 
(كل شي تمام) لربما نقلت واقعا مغايرا للحقيقة فضاعت الأمانة وتأخر التقدم!! 
والجديد أعزائي اليوم ومع التطور الكبير في وسائل الاتصال ووسائل التواصل الاجتماعي المرعبة لبعض أفراد البطانة وجدوا أنفسهم في موقف لا يحسدون عليه، فكل شي مكشوف ومتابع مباشرة ويصل للمسؤول، فلم تعد جملتهم ذات فاعلية كما كانت في السابق، ففكروا بجملة بديلة تساعدهم وتناسب التطور المرعب لوصول المعلومة فكانت: (فاضين عمل ما عليك منهم.. كل شي تمام)!! 
لذا وبناء على ما سبق من واقع مؤلم وحتى تصل الصورة من الأسفل إلى الأعلى بشكل مباشر وصحيح وواقعي دون تزييف أو مبالغة أو طمس للحقائق، نرجو من السيد (المسؤول) أن يحسن اختيار بطانته وطاقمه العامل معه، ويا حبذا لو يتم تغيرهم كل فترة لكشف الحقيقة وبالتالي يتخذ القرارات الصحيحة!
جميل أن يتابع المسؤول أمور عمله ويباشر مهامه.
والأجمل أن يتابعها بنفسه وليس عبر وسيط (كل شي تمام).

آخر وقفة.. 
أحدهم: بوعلي مسؤولنا يتابعك.. امدحنا عاد..!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق