في لحظة ما اشتقت أن أسترجع الذكريات الجميلة فدخلت على موقعي في برنامج الانستغرام وقلبت الصور، فأخذتني الذكريات إلى أسابيع خلت عندما كنت في بريطانيا مع وفد وزارة الثقافة، وأخص بالذكر هنا ذكريات فندق جروفنور هاوس.
هو من أعرق الفنادق المعروفة في بريطانيا، ولا أعتقد أن أحداً منا لم يسمع عنه سواء من قريب أو من بعيد لأنه يعتبر الأشهر في فترة ما، ولكنه ما زال يجمع الأحبة والأصدقاء مساء كل ليلة.
الصورة الأولى: في بهو هذا الفندق العريق أذكر جمعتني الصدفة مع مجموعة كبيرة من المواطنين كانت لديهم من الأمور والملاحظات الشيء الكثير، فكنت لهم الأذن الصاغية والقلب المحب لنقل وجهة نظرهم.
الصورة الثانية: في مدينة كاردف وفيها أذكر عندما تحدث الكثير من طلابنا معي عن بعض متاعبهم في الغربة، والتي قد يراها البعض منكم بسيطة لا تذكر، ولكن بالنسبة لطالب علم هي هم كبير صعب تحمله.
وفي هذه الصورة قاعة احتفال فعالية الأسبوع الشبابي: دار الحديث مع بعض طالباتنا حول المخصصات المالية والصعوبة التي تواجههم في تكاليف الحياة المرتفعة في بريطانيا سواء في العاصمة أم خارجها، فالمخصص لا يكفيهم فيضطرون لتحميل أسرهم أعباء مالية إضافية لا تستطيع بعض الأسر الوفاء بها شهرياً.
في الصورة الرابعة: جمعتني الصدفة مع بعض المواطنين وهم مستمتعون ببرودة الطقس والطبيعة في حديقة الهايد بارك، ودار الحديث حول تفضيلهم لبريطانيا لقضاء إجازتهم عن بقية الدول الأوروبية لما لمسوه من أمان واستقلالية رغم ارتفاع الأسعار.
الصورة الخامسة: في مستشفى كرومول وهنا لا أنسى حواري مع بعض المرافقين للمرضى الذين يتلقون العلاج في مستشفيات بريطانيا، وكم مشاعر الغربة تؤلمهم وهم بعيدون عن كل قريب في وطنهم.. والضغط النفسي الذي يشعرون به مع مريضهم.. الله يشفي كل مريض.. وأذكر هنا عندما همس أحدهم لي قائلاً في الأسبوع الواحد يابوعلي لا يقل عن حالتين خبيث يتم إرسالهم هنا الله يكفينا شر هذا المرض.
الصورة السادسة في شارع أوكسفورد الشهير: ذات مرة جمعتني الصدفة مع شباب من الخليج المعروف تربطهم علاقات إيجابية مع طلابنا، وكيف كانوا يثنون عليهم كثيراً وأنهم قليلو المشاكل وكيف أصبحوا مثالاً يحتذى بهم في أخلاقهم وأدبهم واحترامهم وهذا فخر لنا جميعاً.
آخر وقفة
الصور كثيرة والذكريات أكثر.. كانت زيارة ممتعة لأنها جمعتني بمجموعة كبيرة من المواطنين منهم السائح والمرافق والمريض والطالب والتاجر بشكل شبه يومي لم أتوقعه، وكنا نلتقي بشكل يومي تقريباً.
فكانت ذكرى الصور الجميلة.. وفعلاً.. لندن جمعتنا..



