الأربعاء، 13 مارس 2013

عندي بنيان!!


الكثير منا عزيزي القارئ مر أو سيمر بتجربة البناء والتشييد لبيت العمر (كبار الموظفين) بعد تجربة أعتقد أنها لن تنسى، ما بين المهندس والمقاول والاستشاري وما إلى ذلك من تفاصيل هندسية قد لا نعلم خباياها ولكن نعلم ظاهرها.
اليوم بعد أن تنتهي من معاناة الذهاب والعودة لمدة سنة لمكتب المهندس، والسبب اختلاف الآراء والتصورات بينك وبين أسرتك والمهندس في خريطة البيت.. فيستقر بك الحال إلى نموذج تتفقون عليه وتدفع المبلغ المتفق عليه.. 
وتبدأ المرحلة الثانية وهي رحلة البحث عن مقاول (صاحب ذمة)، وكثيراً كنت وما زلت أسمع هذه الجملة «ابحث عن صاحب الذمة حتى ما يبوق فلوسك»!! 
وهنا تقع في حيرة من أمرك لأن كل شخص له تجربة مريرة مع هذا المقاول أو ذاك، ولا تعرف أين صاحب الذمة إلا البعض منهم فتجد سمعته هي عنوان عمله، وتجد ذمته هي رأسماله في التعامل معك ومع الآخرين وهم كثر.
وحقيقة يجهل البعض منا وما أكثرنا اختيار الصالح منهم أو الطالح لبناء منزل العمر، ولا تعرف خفايا وخبايا هذا العمل مثله، فتدخل في دوامة الأسعار والتقييمات المرتفعة، وبين عينيك حلم البيت، وبين عينيه نسبة الربح!! 
فتتصادم المصالح فتتركه وتبحث عن غيره وهكذا إلى أن يستقر بك المقام عند هذا المقاول الذي قالوا عنه إنه صاحب ذمة، وقالوا عنه أيضاً قضاياه في المحاكم، فتحسم أمرك وتتوكل على الله وتبدأ معه وتوقع عقد البناء وأنت في داخلك تدعو الله أن لا يكون مصيرك معه قضايا ومحاكم.
وهنا تبدأ المرحلة الثالثة فتدخل في دوامة اختيار استشاري البناء الذي يعتبر عينيك الأمينة التي تعرف وتتابع وتتصدى لأي خطأ قد يعرضك مستقبلاً لأي خطر بسبب إهمال أو تقصير المقاول، وهنا تبدأ رحلة البحث الحثيثة لاستشاري معروف بنزاهته وحرصه وحياده لا بتعاونه مع المقاول (البعض طبعاً).
المقصود هنا عزيزي القارئ أن سوق المقاولات اليوم مليء بنماذج إيجابية تثق بالتعامل معها وبالمقابل هناك نماذج أساءت لهم أيضاً، والدليل على ذلك كم القضايا والأحكام والملاحقات القانونية في المحاكم لهؤلاء، والسبب قد يكون أحياناً أنهم مع الخيل يا شقرا!! 

آخر وقفة 
صحيح أنها كانت تجربة مريرة مر بها البعض منا بكل تفاصيلها ولكنها أكسبت البعض الآخر الخبرة والدراية ببواطن البناء والتوفير والأمانة والربح فأصبح يفكر جلياً اليوم أن يتحول إلى مقاول بناء وتشييد، مثله مثل الآخرين!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق