صباح الخير عزيزي المسؤول وشاكر لك وقتك الثمين الذي ستقضيه في قراءة هذا المقال من خلال جريدة «العرب»، وعلى طاولتك ملفات وأوراق ومصالح مراجعين وموظفين وآخرين ينتظرون خط قلمك وتوقيعك على طلباتهم.
ولكن يبدو أن حبر قلمك جف، فتركت الأوراق وطالعت الصحيفة بشغف، وكأنك تبحث عن صورتك أو تصريح تطالب من خلاله جميع موظفيك بتذليل كافة العقبات أمام المراجعين، في حين أن هناك خارج مكتبك من ينتظرون مقابلتك!!
أسألك وأسأل زملاءك المسؤولين اليوم لماذا تتعمدون أحياناً عدم التوقيع وتسيير طلبات المراجعين أو الموظفين وتأجيلها إلى يوم آخر؟ وقد يكون هذا اليوم بعيد المنال!!
لماذا يتلذذ البعض منكم بأن يرى نظرة الانكسار والرجاء في وجوه بعض المراجعين طالبين منهم أن يلتفتوا إليهم ويتذكروا ملفاتهم والتوقيع عليها!!
بل وصل الوضع لدى البعض أن يتصل بالسكرتير صباح كل يوم يسأله كم وصل العدد، فإذا كان أكثر من عشرة ابتسم بخيلاء وطلب منه أن يدخلهم، حتى يتلذذ بسماع كلمات الشعر والمديح والرجاء فيه ثم يوقع!!
ومهما حاولت تتوسط عنده أو تكون من ندمائه في مجلسه بهدف التوقيع على أوراقك وإنهاء معاناتك اليومية مع عناده، إلا أن صاحبنا ما زال يتلذذ بتأجيل توقيع اليوم إلى الغد.
للأسف وضع أصبح يتخذه بعض المسؤولين، وكأن حالة النقص التي يعيشها في حياته يعوضها في طريقة تعامله مع الآخرين، وقد نسي (أن فاقد الشيء لا يعطيه).
أحدهم سأل مسؤولاً لماذا لا توقع الأوراق وتنهي معاناة هؤلاء؟
فرد قائلاً: يا ريال إيش وراهم خلهم يروحون ويجون ما في مشكلة.
وهنا أود أن أذكرهم برئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان حينما قال:
«لا أذكر أنني نمت ليلة واحدة وعلى مكتبي ورقة تحتاج إلى توقيع، لأنني أدرك أن التوقيع الذي لا يستغرق مني سوى ثانية قد يعطل إن تأخرت مصالح الناس عدة أيام!».
آخر وقفة
عزيزي المسؤول أشكرك على قراءة مقالي، ورجاء اترك الجريدة جانباً الآن، وامسك قلمك الحبر وفكر فيمن ينتظرون توقيعك!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق