قرأت ذات مرة أن الأمانة هي: أداء ما اؤتمن عليه الإنسان من الحقوق، وهي ضد [الخيانة].
وهي من أنبل الخصال، وأشرف الفضائل، وأعز المآثر، بها يحوز المرء الثقة والإعجاب، وينال النجاح والفوز.
اليوم وبعد أن تحولت دولة قطر وبكل فخر إلى ورشة عمل لا تهدأ ليل نهار، بسبب حجم وكمّ المشاريع المنفذة أو التي ستنفذ مستقبلاً، خاصة بعد أن رصدت الدولة الميزانيات الضخمة لسنوات قادمة لتنفيذها، مما جعلها محط أنظار وأطماع بعض النفوس الضعيفة التي لا همّ لها سوى الحصول على حصة الأسد قبل الآخرين.
لذلك فإن صاحب العمل يحاول جاهداً استقطاب الكفاءات المعروفة بأمانتها واحترامها لميثاق العمل، بهدف استثمار قدراتها في المشاريع المتفق عليها، فتجده يوكل له معظم أعماله ومهامه وثقته بهذا الشخص، لأنه من المفترض يعتبر الحارس الأمين لإدارة العمل والمهام المنوطة به.
ولكن أستغرب حقيقة من ذلك الشخص الذي يخون هذه الأمانة والثقة، ويطمع ويتحايل من أجل مكسب أكبر يحصل عليه بغضّ النظر عن الوسيلة، سواء كانت حلالاً أم حراماً، الأهم أن يحصل عليها دون أن يفكر بالعواقب للأسف.
قانون من أين لك هذا.. وكشف إبراء الذمة.. كلها طرق حديثة أوجدها المشرع إدارياً، بغية الكشف عن أملاك البعض قبل وبعد تسلم الوظيفة بحيث تبقى كما كنت.
ولكن الملاحظ مؤخراً رغم الجهود الحثيثة التي تبذلها الدولة من أجل منح الثقة للقياديين في مختلف القطاعات، إلا أن النفس الأمارة بالسوء للأسف أحياناً كثيرة يكون لها دور في انحرافك عن أهدافك المشروعة إلى أهداف غير مشروعة، وفجأة يخون الأمانة.
أستغرب صراحة اليوم مما نقرأ أو نسمع أو نشاهد من اختلاسات وسرقات ومناقصات وضربات مالية واستغفال ورشاوى للآخرين وهروب وسلوكيات سلبية مرفوضة دخيلة علينا تندرج تحت (خيانة الأمانة أو استغلال النفوذ والمنصب)، رغم أن الثقة التي منحناها للبعض أساء فهم معناها.
وطار بما خف وزنه وزاد ثمنه!!
آخر وقفة..
قرأت ذات مرة.. من أجل ذلك كانت الخيانة من أهم أسباب سقوط الفرد وإخفاقه في مجالات الحياة، كما هي العامل الخطير في إضعاف ثقة الناس بعضهم ببعض، وشيوع التناكر والتخاوف بينهم، مما تسبب في تسيب المجتمع، وفصم روابطه، وإفساد مصالحه، وبعثرة طاقاته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق