مع التوسع العمراني الكبير في دولة قطر الذي نشهده يومياً تطلّب الأمر إنشاء شركات مقاولات محلية لتنفيذ هذه المشاريع الكثيرة، وتسليمها في الوقت المحدد، وقدمت لهم التسهيلات من أجل تحقيق أغراضها.
كما تم فتح المجال لدخول شركات عالمية لها وزنها وثقلها في عالم المقاولات والعمران بشروط وقوانين محددة تحفظ جميع الحقوق، وهذا أمر محمود ويشجع الاستثمار.
وطبعاً هنا يزيد الضغط على إدارة الاستقدام وبشكل يومي من خلال الطلبات المقدمة من هذه الشركات الكبيرة والصغيرة، بهدف استقدام العمالة المدربة بجميع فئاتها، سواء من جنسيات معينة أم جنسيات أخرى لتنفيذ هذه المشروعات.
وحقيقة لا نستطيع أن ننكر الدور الكبير الذي تقوم به إدارة الاستقدام من خلال وضع الشروط والقوانين للاستقدام، بدلاً من أن تترك دون مراقبة ومتابعة.
ولكن لاحظنا أيضاً هناك مجموعة أخرى من شركات المقاولات التي لها وجود ككيان إداري فقط، ولكن فعلياً لا وجود لها في سوق العمل، ولكن تقدم دعماً لوجستياً للشركات الأخرى من خلال تأجير العمال من الباطن بعقود وأجور زهيدة للعامل، والمكسب الأكبر لها هي!!
لذلك فهي تحدث تأثيراً كبيراً وخللاً سكانياً لا تحمد عقباه، ما زلنا نعاني منه وسنعاني منه ما لم يتم الالتفات لهذه الشركات.
الغريب في الموضوع أن هذه الشركات كل أوراقها ومستنداتها وكيانها رسمي بدون أي خلل، ولكن حين تبحث عن المشاريع التي من أجلها تم استقدام المئات من العمالة فنجد غالباً لا يوجد ولا أي مشروع.
والنتيجة أن هذه الشركات وجدت طريقاً للربح السريع عبر تقديم طلبات بالمئات من العمالة، ثم القيام بتأجيرها للمشاريع والشركات الأخرى ودخل شهري ثابت سواء زاد أو نقص.
يحدثني أحد العمالة من الجنسية العربية قابلته بالصدفة عن وضعه، فيقول بعد أن اشتريت التأشيرة بمبلغ وقدره وحضرت إلى هنا قابلت أحد المسؤولين في الشركة ثاني يوم، ومعي حوالي 60 عاملاً، وطلب مني ومنهم التوقيع على عدد من الأوراق من ضمنها وصل أمانة بمبلغ كبير لم أفهم القصد منه، وفي ثالث يوم صباحاً تم توصيلنا لموقع المشروع وبدأنا العمل، وبعد مدة عرفت أن هذا المشروع لا يخص الشركة التي أنا على كفالتها، ولكن تم تأجيرنا لمدة معينة لهذا المشروع، فلا أعرف هل وضعي صحيح أم لا؟ ولكن الذي أعرفه أن شركتي تقوم بذلك دائماً فهي قائمة على هذه التجارة!!
هذا نموذج من نماذج كثيرة عزيزي المسؤول نشاهدها ونقابلها يومياً في حياتنا، سواء تقبلنا وجودهم أم لا، بسبب تبعية تواجدهم والقلق الذي يسببونه لنا.. إلا أن الوضع العام غير مطمئن.
آخر وقفة
أتمنى أن يتم الالتفات لمثل هذه الشركات (الوهمية) ودورها السلبي الذي تقوم به، فغايتها التربح المالي بغض النظر عن الوسيلة المتبعة أو النتيجة التي غالباً لا تحمد عقباها.
فانتبهوا!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق