جمعتني الصدفة خلال زيارات العيد لمجالس الأصدقاء ببعض الإخوة الذين أعتز بهم كثيراً، وكالعادة دارت أحاديث جانبية مختلفة تصدرتها الازدحامات والقوانين المنتظر صدورها وأمور أخرى تهم الحضور، ولكن لاحظت أن هناك جملة تكررت كثيراً من كذا شخص في كذا مجلس خلال العيد أثارت استغراب الكثيرين، ألا وهي (كان عندنا)!!
نعم جملة (كان عندنا) تكررت كثيراً خلال الفترة الأخيرة من قبل المواطنين والمقيمين على حدٍ سواء مع مختلف درجاتهم ووظائفهم، لدرجة أن البعض منهم تمنى أن تتكرر هذه الزيارة أو يقوم بزيارتهم ليكرر نفس الجملة (كان عندنا)!!
عزيزي القارئ
إن جولاته الاستطلاعية الشخصية شبه اليومية للعديد من الإدارات بالتأكيد كشفت أموراً غير متوقعة.. وأنهت عهد (كل شيء تمام) التي ضيعت جهد موظفين، والسبب أن المسؤول كان يرفع التقارير المتضمنة نجاح العمل، والواقع عكس ذلك تماماً!.
لذلك كانت وما زالت جولاته المفاجئة أقلقت البعض وأحرجت البعض وأسعدت البعض، ولكنها أيضاً كشفت البعض أمام المسؤول الأول في الحكومة ليكتشف واقع التصريحات والتلميعات!!
خلال جولاته المستمرة توقعها البعض أنها لمرة واحدة وانتهى الأمر، ولكنهم صدموا عندما رأوه للمرة الثانية يدخل عليهم وقد لا تستبعدون أن تليها زيارة ثالثة ورابعة!
قال البعض إن جولاته لا تقتصر على زيارة مكتب المسؤول أو مساعده بل لصغار الموظفين أيضاً قبل الكبار لكشف الحقيقة، وفعلاً كشف الحقيقة وبدون سابق إنذار وهذا الأهم!!
كما شهد بعض الموظفين أن جولاته الاستكشافية التي ضاق منها بعض المسؤولين ليست صباحية فقط، بل لورديات المساء أيضاً، ليرى ويتابع بنفسه آلية العمل ومدى تطوره!!
جولاته المكوكية ليست مجرد (أنا شفت) وخلاص، لكنها ملاحظات تسجل لترفع بدون مجاملة.
المكان المناسب يتسع للرجل المناسب فجعلت من بعض المسؤولين يسألون.. شسالفه، ليش جاي، صاير شي، الله يستر.....؟ ولكنهم لا يجدون إجابة!!
لدرجة وصلت أن جولاته غير المعلنة جعلت من بعض المسائيل يقولون: إن شاء الله مب دورنا اليوم، وبعض موظفيهم يقولون: يا رب دورنا اليوم!!
إن جولاته المفاجئة كما توقعها البعض زيارة للسلام والمجاملات، لكنهم لا يعلمون أنها زيارة لبحث الوضع عن قرب وتقييمه لتصحيح المسار وتطويره أو لدعمه.
آخر وقفة
جولة معاليه المفاجئة أحرجت البعض، لأنها ستحقق أهدافاً كثيرة، منها أنها كشفت المستور، ووضّحت أموراً لم نكن نعرفها، كما تهدف لمتابعة الواقع عن كثب، فالتقارير الورقية لا تفي بالغرض اليوم!!
إنها جولة أسعدت الكثيرين، وأصبح الكل يردد (كان عندنا اليوم).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق