مرحباً عزيزي المسؤول في كل وزارة وهيئة وشركة، واسمح لي أن أستقطع من وقتك الثمين دقائق معدودة، والتي ربما تؤخر معاملة موظف أو مقابلة مستجد باحث عن وظيفة، ولكنها دقائق للمصلحة العامة.
فكما ترى وتعلم ما تقوم به الدولة الآن من مشاريع طرق في مختلف المناطق.
وتعلم تماماً أنها خطط خمسية وعشرية لها بداية ولها نهاية قريبة بإذن الله.
وتعلم الكم الهائل من إغلاقات الطرق في أكثر المناطق حيوية مؤقتاً والتي تصب للمصلحة العامة.
وتعلم أيضاً أن الكل يحرص قدر المستطاع أن يصل إلى مقر عمله في الوقت المناسب -وأنت منهم طبعاً- تفادياً لحصوله على إنذار أو لفت نظر أو خصم، وهو في كل الأحوال أصلاً أسير الطريق.
وتعلم أيضاً عزيزي المسؤول أنك تطبق القانون الموضوع منذ سنوات وتراعي أحياناً بعض الحالات عند تأخرها أو غيابها القهري..
لذلك أتحدث معك الآن مباشرة طالباً منك أن تكون المسؤول الذي يقدر ظروف ورشة العمل التي بدأت في الدولة وما صاحبها من سلبيات.
أتحدث معك وأنا مدرك تماماً أنك تعاني كما يعاني معظم الموظفين المتجهين لعملهم على اختلاف مواقع العمل ومناطقهم من ازدحامات وقلق نفسي وربكة قد تكون مؤقتة.
أتحدث معك وأنت ترى اليوم ساعات الذروة أصبح صعباً تحديدها مع وصول عدد السيارات إلى مليون سيارة في مدينة خطط لها أن تستوعب في حدود ٤٠٠ ألف تقديرياً في يوم ما.
أتحدث معك وأنا أرجو أن تتفهم مغزى حديثي، والذي أهدف من خلاله أنك تراعي الموظفين اليوم في حال تأخرهم غير المقصود.
أتحدث معك وأنا أعلم أن المسؤول الأكبر سيعود إليك للاستفسار عن الوضع القانوني لغياب فلان أو فلان المتكرر.
أتحدث إليك وأتمنى أن يكون ردك إيجابياً لصالح الموظف، مراعاة للظرف المؤقت الذي نعيشه جميعاً بسبب إغلاقات الطرق الحيوية.
لذلك أتمنى عزيزي المسؤول أن نلتمس العذر من خلال المرونة في تطبيق القانون واللائحة الجزائية في حق الموظفين وأنت تعلم تماماً أن الطرق كانت وما زالت السبب في تأخير حوالي %٨٠ من الموظفين المتجهين لأعمالهم صباحاً، سواء كان مواطناً أو مقيماً.
أريد منك وقفة إيجابية في تطبيق ساعات الحضور، فهذا الأب في طريقه لتوصيل أبنائه للمدارس أو الجامعة وزحمة السيارات جعلته أسير الوضع ينتظر الفرج كي يصل عمله ويؤديه براحة بال بعد عناء الطريق لا أن يؤديه وقائمة الجزاءات أمام عينيه!!
ما الذي يمنع أن نعيد النظر في القانون المعمول به حالياً ولو لفترة معينة مراعاة للظروف الراهنة التي تمر بها البلاد من أعمال طرق وإغلاقات سببت للجميع القلق والضيق.
وأعتقد أن هناك حلولاً مؤقتة يمكن تطبيقها بحيث تخدم الطرفين وتؤدي الغرض بلا تقصير سواء بتغيير ساعات العمل، أو تقسيم العمل بين فترة صباحية ومسائية، أو حتى أيضاً تغيير مواعيد الإجازة الأسبوعية مؤقتاً بهدف التخفيف والمشاركة في حل مشكلة السير وإغلاقات الطرق.
آخر وقفة
لنواكب الحدث ونراع الظروف، بدلاً من أن نطبق القانون وننسى أننا بشر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق