الأربعاء، 30 أكتوبر 2013

صلاة الجمعة !!


اليوم: الجمعة 
الوقت: الأذان الأول لصلاة الجمعة 
الموقع: جامع آل سعد بالمعمورة 
تدخل الجامع بعد أن استعددت للصلاة في منزلك، وأنت مبتسم وإحساس الراحة النفسية والإيمانية يملأ صدرك..
تتخذ مكاناً في مقدمة الصفوف قدر المستطاع لتصلي ركعتين، ثم تجلس تقرأ القرآن بانتظار الأذان الثاني وخطبة الجمعة المنتظرة.
يمر الوقت والمصلون يتوافدون وتمتلئ الصفوف، تلتفت هنا وهناك تبحث عن جار أو صديق أو زميل فتجد الجالية الآسيوية غير الناطقة بالعربية هم الأكثر تواجداً والأسباب معروفة طبعاً.. 
تبدأ الخطبة بعد الأذان الثاني مباشرة، والكل يستمع ويتفكر في موضوعها ليتعظ ويستفيد ويراجع نفسه ويتفكر في أسرار هذا الدين الإسلامي، وفي الوقت نفسه ينقل العلم للآخرين بعد خروجه لتعم الفائدة.
وتنتهي الخطبة الأولى تتبعها الخطبة الثانية كملخص ودعاء وإقامة للصلاة، ونصلي الجمعة، ثم نجلس للذكر والدعاء، ونخرج بعد ذلك جماعة متوجهين إلى منازلنا..
ولكن الإخوة من الجاليات غير الناطقة بالعربية..
أعتقد أنهم كما دخلوا خرجوا، وكما بدؤوا انتهوا، فلم يستفيدوا من كل ما ذكرت سابقاً أي شيء، بل إنهم جلسوا واستمعوا وصلوا ثم غادروا دون أدنى فائدة، والسبب الرئيسي هو عدم إلمامهم بالغة العربية ومعانيها.
وما جعلني أكتب هذا الموضوع اليوم هو الحوار السريع الذي دار بيني وبين أحد الآسيويين عندما خرجنا من الجامع، فسألني مبتسماً: «شيخ شنو كلام اليوم!!» فأيقنت أنه لم يتفهم لغة الخطبة العربية، رغم حرصه على الحضور مبكراً وإنصاته وسؤاله لي عن الموضوع..
وهنا تبادر لذهني مقترح سبق أن حدثني عنه صديقي خالد المهندي عن تخصيص جوامع للجاليات تكون الخطبة بلغتهم أو ترجمة فورية لاحقة ممكن أن تؤدي الغرض من صلاة الجمعة، بما فيها من أبعاد دينية ودنيوية قد تحد من الجريمة، وقد تعلم الجاليات عادات وتقاليد الدولة، وتذكرهم بالمحرمات والتعامل الإسلامي مع صاحب العمل، وما إلى ذلك من أهداف تتحقق لو استطعنا أن نصل بخطبة الجمعة لهم بشكل صحيح.. 
لذلك أدعو وزارة الأوقاف إلى تبني الفكرة وتخصيص مساجد ((إن جاز ذلك شرعاً)) تقدم الخطبة بلغات مختلفة أسبوعياً، خاصة في أماكن تجمعهم وسكنهم على أن تكون الخطبة موجهة ومحددة وتؤدي الغرض، ويستفيد منها الجميع، وتعود بالنفع لنا ولهم. 

آخر وقفة 
لنواكب التنوع السكاني والتطور
فالدين يسر وليس عسراً

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق