قطر بشعبها الوفي تعتبر أسرة واحدة مترابطة، لا تعتبر أسرتين ولله الحمد والشكر، فهي جسد واحد، تجمعه روابط أزليه اجتماعية وأسرية ونفسية واقتصادية، ومصالح ومصير مشترك، ونعيش على أرض واحدة بكل فخر وعزة، لا نعرف العنصرية ولا العصبية القبلية ولا التكابر بالأنساب، ولا نعطي لصغائر الأمور مساحات أكبر من حقها.
لذلك ترانا نقف ونتساعد جميعاً ونتعامل بكل رحابة صدر معاً صغاراً وكباراً، قبائل وعوائل وأفراد، ونسعى للخير وبيننا مصاهرة ومودة ورحمة، وروح التسامح تجمعنا دائماً ولله الحمد.
فمهما كانت الأسباب والمسببات أتمنى أن لا تهتز أركان البيت الواحد فتتداعى باقي الأركان، لنجد أنفسنا في لحظة نلملم أشلاء ذكريات الماضي الجميل، بل وأرجو أن لا نترك الباب مفتوحاً على مصراعيه لمقلبي الفتنة، ليوقعوا بين الأسرة الواحدة، فرحين بما تسببوا فيه من فرقة وحقد وكراهية.
لغة العقل والتعقل -ولله الحمد- سمة معروفة عن القبائل والعوائل القطرية، وتشهد لذلك الكثير من المواقف، وهذا ما تعلمناه من نهج حكومتنا الرشيدة، فهي تتعامل مع أصعب الظروف بالعقل والحكمة والجمع بين الفرقاء ولا تشتت بينهم.
فما حدث بالأمس القريب أرجو أن لا يؤثر على نسيج الترابط الأسري الذي يجمعنا في دولة تفخر بشعبها بين الأمم، وتراهن عليه دائماً، بل أتمنى أن نغلق هذه الصفحة بلا رجعة، وأن لا نترك للآخرين فرصة التشتيت بيننا والتشمت بنا فلن نرضى بذلك، وفي نفس الوقت على المتضرر اللجوء إلى القضاء العادل النزيه في الدولة إن رغب ذلك ليأخذ حقه.. لا أن نزيد الطين بلة، ونزيد الحطب على النار فيزيد حميمها فنصبح على ما فعلنا نادمين.
فإن أخطأ البعض لا يبرر ذلك أن يتبعه الكل، بل على الكل أن يكونوا كما كانوا منتبهين وواعين على أن لا ينجروا إلى خطأ أكبر، فتشتعل الفتنة وقد لا تنطفئ، شعبنا شعب واحد مترابط محب متسامح حكيم واعٍ وعصي على الآخرين، له موقفه وله حضوره، ولن تهتز أركانه هكذا، فبنيان القواعد متين وليس بالسهولة أن يتم هدمه ولله الحمد.
آخر وقفة
صوت العقل والمنطق مطلوب دائماً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق