الاثنين، 19 مايو 2014

بين الإدمان والتعافي !!

حسن الساعي
حسن الساعي 
مشرف المحليات والتحقيقات
الأسبوع الماضي حظيت بفرصة ثمينة للجلوس وعن قرب مع بعض الإخوة المتعافين من الإدمان بأنواعه المختلفة، بعد دعوة كريمة من مركز التأهيل الاجتماعي (العوين) مشكورين، بهدف استضافة بعض النماذج المتميزة في مجال تخصصها للحديث عن مشوار حياتها، ضمن خطة علاج مسبقة لا بد أن يخضع لها المدمن، لكي يشعر تدريجياً بتحسن إيجابي في حياته.. 
لا أنكر لكم مشاعر القلق التي انتابتني في البداية، إلا أنني قررت أن أذهب وأنسى القلق، بل وأخوض التجربة لأكتشف عالماً جديداً من قصص الألم والزيف المؤقت وقصور الملوك الترابية، ومدى تأثيرها على حياة الفرد مهما كانت إرادته.
دخلت إلى قسم التعايش اليومي للخاضعين لخطة العلاج بمراحلها الـ ١٢، بغية الجلوس مع المتعافين، وبصحبتي بعض الشباب العاملين في المركز بمختلف مناصبهم، فمنهم المتخصص، ومنهم المتعافي، ومنهم الجديد في هذا المجال، وحفاوة الاستقبال تشعر بها قبل دخولك إلى أي قسم أو مكان، جزاهم الله خيراً. 
كانت جلسة ممتعة، حيث استمعوا إلى تجربتي العملية الحياتية، وفي نفس الوقت استمعت إلى تجارب الشباب المتعافي من الإدمان، فرغم مرارتها أحياناً إلا أنها كانت دائماً ما تنتهي بالحسرة والندامة والرغبة في التغيير والعودة مرة أخرى إلى الحياة السوية كأقرانهم، وبالفعل تحقق لهم ما يتمنون بعد أن قرروا بمحض إرادتهم الدخول في طريق العلاج التأهيلي السري بكل مراحله، وبعيداً عن أعين الناس، بهدف العودة مرة أخرى بنجاح وفخر بتجاوزهم هذه المرحلة.. 
استمعت لقصص العذاب والضياع وحب الشهوات 
استمعت لقصص الفراغ وتوفر المال وسوء الاستخدام 
استمعت أيضاً لقصص عذاب الأم قبل الأب بسبب وضع فلذات أكبادهم
نعم إنها مرحلة متعبة جداً لأنها مؤلمة للجميع، سواء المدمن أو أسرته أو أصدقاؤه، فهي رحلة ندم يمر بها المدمن قبل أن يقرر الإقلاع والتوقف نهائياً عن مرحلة الضياع، بعد أن ظن أن لا عودة من هذا الطريق.
ولكن ولله الحمد السرية التامة والمهنية العالية في العلاج التي يتبعها مركز التأهيل الاجتماعي العوين، جددت الأمل والآمال للكثيرين، خاصة أنها خدمات مجانية ولجميع الجنسيات، سواء رجال أم نساء، وبمنتهى السرية.
تجارب العائدين من الضياع تبشر أن الأمل ما زال موجوداً والخير مزروع في داخلهم، وأن المدمن المتعافي قادر أن يكون خير صديق وموجهاً للمدمن المبتلى، لذلك عندما تجاذبت معهم أطراف الحديث لمست حبهم للتغيير وحبهم للثبات على تعافيهم، ومدى شوقهم للعودة للحياة والعمل وتكوين الأسرة الصالحة، بعد عذاب الضمير قبل عذاب الجسد.
مركز العوين اليوم له دور كبير في فتح باب الحياة السعيدة لكل مدمن أو منحرف عن مسار حياته الصحيح، فلا تقلق عزيزي المدمن فقط تواصل معهم، وتأكد أن الوضع سيبقى في سرية تامة، فليس الهدف هو الإشهار، ولكن العلاج والتأهيل والعودة للحياة، فهم يعملون من أجلك.

آخر وقفة 
نصيحة لكل متعاف من الإدمان 
ابتعد عن مثلث برمودا.. تسلم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق