الاثنين، 26 مايو 2014

كم آخر الشهر !!

حسن الساعي
حسن الساعي 
مشرف المحليات والتحقيقات
أثلج صدورنا صراحة إعلان وزارة البلدية والتخطيط العمراني المجدد حول غرامة تقسيم العقارات السكنية بأي طريقة كانت، حيث تعد مخالفة لقانون تنظيم المباني رقم 4 لسنة 1985 الذي يعاقب في مادته الأولى على إقامة أية أعمال أو تغيير معالم أي عقار بالمخالفة لأحكامه بالغرامات التي قد تصل إلى 500 ريال للمتر، وإزالة المخالفات.
نعم إنه القرار الصائب في الوقت قبل الضائع، فبعد أن طفح الكيل لسكان المناطق بسبب سكن العزاب وتبعات ذلك السلبية، نفاجأ وبطريقة ملتوية أخرى بحل بديل من خلال تقسيم داخلي لأي فيلا سكنية طبقاً لقوانين لا تعترف بها الأعراف الدولية الآدمية، حيث يتم تأجير عشرات الغرف المقسمة لعشرات الأسر في فيلا سكنية لا تتعدى مساحتها 350 متراً مربعاً من خلال هدم وتقسيم بالخشب والجبس والفهلوة وسلق البيض على السريع المهم (كم آخر الشهر؟).
لعل البعض منا ينظر للموضوع بإيجابية أكثر، فهو يعتبر تقسيم الوحدات السكنية كان حلاً جذرياً بديلاً لأزمة السكن التي عصفت بالبعض منهم خلال الفترة الماضية، فاضطر أن يلجأ للسكن المقسم المشترك منخفض التكلفة والمزعج للجيران، فكان سماسرة العقارات لهم بالمرصاد بتوفير طلبهم بغض النظر عن تبعات ذلك، لأن الأهم بالنسبة للبعض منهم المحصول الشهري المرتفع ليجدوا جواباً لسؤال المالك: (كم آخر الشهر؟) 
كم وكم انزعجنا من تقسيم العقارات بشكل مخالف؟ 
كم وكم انزعجنا من رائحة طبخاتهم المختلفة؟ 
وكم وكم انزعجنا من تصرفات أبنائهم؟ 
كم وكم انزعجنا من خلافات سمعناها من جيرة السكن الواحد لأسباب مختلفة منها أخلاقية؟
كم وكم تقدمنا بشكوانا ولكن بدون حل؟
نعم عانينا الأمرّين منهم ومن تبعاتهم السلوكية والنفسية والخدمية التي مررنا بها وما زلنا نعايشها، إلى أن جاء القرار في وقته رغم تأخيره كثيراً، ولكنه جاء ليثلج صدورنا، ويضع حداً لاستهتار البعض بحقوق الجيران، فمنهم من أسكن العائلات، ومنهم من أسكن العزاب، ومنهم للأسف من خلط الحابل بالنابل فلم تعد تعرف هذا رب أسرة أم أنه زائر الليل!! 
شواهد كثيرة كانت من إفرازات تقسيم العقارات وتأجيرها على أنها سكن منفصل مستقل مميز، فتبع ذلك ضغط على الخدمات مثل الكهرباء والماء والصرف الصحي، مما أثر على الشبكة الرئيسية، فبالتالي أثر على جودتها، فتردت الخدمات على بقية الجيران وأهل المنطقة، فأصبح البعض منهم في موقف لا يحسد عليه، والغريب في الأمر أن بعض ملاك العقارات، رغم كل ذلك، همهم الوحيد فقط (كم آخر الشهر؟). 
أستغرب كيف انقلب الوضع في المناطق السكنية العائلية الحديثة الهادئة فجأة إلى مناطق مكتظة بالسكان باختلاف أجناسهم وطباعهم وسلوكياتهم، فلا خصوصية ولا هدوء ولا تواصل، بل الوضع أشبه ما يكون بخلاف بين الجيران ليل نهار، وفوق كل هذا غياب تام من الوسيط أو صاحب العقار، ضاربين بعرض الحائط مشاعر الجيران، لأن الأهم لدى البعض منهم (كم آخر الشهر؟). 

آخر وقفة 
أحد الإخوة همس في أذني قائلاً: 
(كم آخر الشهر بنت للبعض أبراجاً يا بوعلي!!)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق