الاثنين، 5 مايو 2014

فكّر ألف مرة !!

حسن الساعي
حسن الساعي 
مشرف المحليات والتحقيقات
تجمعك الصدفة أحياناً من غير موعد مسبق ببعض الشخصيات الذين يفرضون احترامهم عليك من الوهلة الأولى، من ابتسامتهم وملبسهم وكلماتهم الموزونة، فتتبادل معهم أطراف الحديث بشكل عام عن الأجواء العامة والتعليم والصحة والأمور ذات العلاقة بين الطرفين.
وفجأة تجده يفتح لك موضوعاً لم يكن في الحسبان، بحيث يجعلك تستمع له بشغف، تريد أن تعرف نهاية هذا الموضوع لتجده يعتقد في قرارة نفسه أنه يملك المفتاح السري لكل القضايا والمشاكل المتعلقة بالجهة الفلانية، وأنه أتى به القدر من بلده ليكون سبباً في حل كل هذه المعضلات وتأهيل المجتمع ليتجاوز هذه المرحلة!! 
أي مرحلة.. لا أدري بصراحة.. ولكن يعتبر نفسه أنه فقط الوحيد الذي يستطيع، وغيره يعتبرهم بائعي كلام وأفكار وأوهام لا أكثر فيحذرك منهم!! 
الجميل في الموضوع أن الأخ يتكلم بثقة مطلقة، وهو يظن أننا شعب متأخر ومحتاج له ولإمكاناته الفكرية والعضلية كي يدفعنا دفعة قوية للأمام لمواكبة المتغيرات العالمية والإقليمية!!
فتسأله عن مؤهلاته فتجده أنه موسوعة شهادات تعليمية عليا ودنيا وتخصصات لم تسمع عنها من قبل وهوايات ودبلومات وأسطوانات وكلام كثير لا تعرف نهايته من بدايته من كثرة ما قال، إن صَدق ما قاله، فلا دليل.. فقط فهلوة تسويق لا أكثر!! 
وعندما يأتي الجد وتبدأ تدخل معه في تفاصيل مشاريعه الفضائية تجد تركيزه منذ البداية على عنصر المادة ثم المادة ثم العلم الذي سينقله للآخرين، فهو لا يحتاج أي شيء منك، فقط يريد طيبة قلبك وثقتك العمياء ومبلغاً من المال ثم ابحث عنه هنا وهناك!!
لا يا سادة يا كرام مع احترامي لكم وتقديري لعلمكم ودرجاتكم العلمية إلا أننا لسنا بهذه الدرجة من السذاجة والتخلف والرجعية، بحيث كل من أتى بزيارة مؤقتة ظن نفسه أنه هو المنقذ وبيده حلول كل القضايا!! 
عجباً يا سادة!! 
من نقل لكم هذه الصورة السلبية عنا؟
ومن قال لكم إن بئر البترول موجود في غرفة نومي؟ ومن قال لكم إننا بحاجة لبائعي الكلام والأفكار والشهادات؟
نحن ولله الحمد شعب متعلم ومتحضر، ولا ننتظر أن يأتي أحد بفهلوته كي يبيع لنا مفتاحه السحري لحل مشاكلنا، بل نحن اليوم نصدر للعالم ثقافتنا وعلمنا، فقطر اليوم ليست كقطر الأمس، نعمل كشركاء في النهضة مع الآخرين، ولا نحب أن ينظر لنا الآخرون على أننا جهاز سحب نقدي آلي متنقل!! 
آخر وقفة 
نصيحة.. عندما تتحدث مع المواطن القطري فكر ألف مرة قبل أن تبادر بطرح أفكارك!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق