الثلاثاء، 20 مايو 2014

الريان الحاضر الغائب !!

حسن الساعي
حسن الساعي 
مشرف المحليات والتحقيقات
اليوم أود أن أتحدث، وبشكل مختصر دون الخوض في التفاصيل أو الإسهاب في سرد الواقع، عن حالة أصبحت متكررة نلمسها أحياناً في حياتنا العملية، ولكن أرجو أن لا تتطور إلى ظاهرة فتغرق السفينة!! 
اليوم ومع التطور الحاصل في جميع ميادين الحياة بمختلف قطاعاتها سواء الاجتماعية، الاقتصادية، العمرانية، الرياضية، والصحية، وغيرها من القطاعات التي بدأت تنهض وبقوة، بغية الوصول إلى تحقيق الرؤية الوطنية بكل تفاصيلها تطلب الأمر توفير قاعدة للوصول إلى هذا التطور.
ولتحقيق كل ذلك حسب المخطط له كان لا بد من الاستعانة ببعض الكفاءات البشرية التي تستطيع وضع خارطة طريق تتوافق مع رؤيتنا الوطنية، مما حدا بعض الجهات للاستعانة بنوابغ الطاقات البشرية وتأهيلهم التأهيل المناسب، بهدف حسن إدارة دفة الأمور، ووضع الخطط والإشراف عليها، والتفرغ التام لها فقط.
ولكن ما حصل في بعض القطاعات أن بعض هذه الكفاءات، وبسبب تميزها وتفوقها عن أقرانها، تم إسناد عدد من المهام لها لثقتهم الكبيرة بها، مما تطلب على هذا المسؤول أن يقسم وقته بين هنا وهناك لتسير الأمور إلى مبتغاها، ولكن ما إن بدأ شق طريق النجاح حتى أسندت له مهام إضافية ثالثة ورابعة!
فعلاً حاول جاهداً أن يوفق الأوضاع بين الجهات بحنكته والصلاحيات الممنوحة له، إلا أن بعض تلك المهام تطلبت منه السفر والترحال والتنقل، بل وأحياناً السفر الطويل، فاضطر أن يوكل بعض هذه المهام للآخرين، وهذا من أساسيات الإدارة الناجحة لدرجة أطلق عليه البعض (الربان الحاضر الغائب).
فلا لوم عليه حتى إن بدأت بعض التحديات تبرز في بعض الجهات التي يشرف عليها هنا أو هناك، وتتطلب تواجده بسبب غيابه الاضطراري لفترات طويلة، إلا أن المركب ما زالت تسير، وإن انحرفت عن مسارها قليلاً، ولكن ما زال الركب مستمراً!! 
نحن هنا لا نلقي اللوم على هذا المسؤول أو ذاك، فهم كفاءات ناجحة، واكتسبت ثقة واعتماد المسؤولين عليهم، ولكن أعتقد أن هناك أيضاً طاقات إدارية وخبرات معطلة أخرى ما زالت تنتظر الفرصة المناسبة لإثبات وجودها وحسن إدارتها وقيادتها، بدلاً من الاعتماد على قبطان واحد لإدارة الدفة لأكثر من مركب في وقت واحد!! 
فكما اكتشفنا هذا القبطان (الحاضر الغائب) مرغماً، نستطيع أيضاً اكتشاف قبطان آخر حاضراً لا يغيب، فبعض التحديات تتطلب تواجد القبطان قبل مساعده.

آخر وقفة 
لا تضع كل نقودك في جيب واحد!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق