ولكن ما إن بدأ بالحديث الجاد والودي مع والده حول شؤون الإجازة والمدرسة حتى انتبهت إلى صوته المتغير فظننت أنه مصاب برشح أو بحة صوتية، فسألته عن صحته فرد أنا طيب عمي بس (كبرنا خلاص) فسألته في أي مرحلة دراسية؟ فقال: الصف السادس الابتدائي في مدرسة نموذجية عند بيتنا!!
بصراحة لم أستغرب بلوغه في هذه السن فهو أمر متوقع، ولكن استغرابي هو بقاء هذا المراهق في مدرسة نموذجية وسط كادر نسائي متكامل دون استثناء، وأيضاً مع طلبة الصفوف الثلاثة الابتدائي فهو أمر غريب فعلاً، فكلنا نعلم دون شرح مستفيض التغيرات التي تحدث للمراهق في هذه السن الحرجة وما قد يسببه من إحراج للمعلمات من سوء تصرف أو كلمات أو فعل قد يسبب ما لا تحمد عقباه.
نعم الوضع مقلق ولا يجب أن ندفن رؤوسنا في التراب ونقول لا نعلم، فاليوم الوضع لم يعد كوضع الأمس فيما يخص براءة الأطفال وسلوكهم الظاهر والمخفي، فطفل اليوم معه من الأجهزة والعلم ما يضاهي به علماء التشريح المعروفين، فهو يعلم كل صغيرة وكبيرة وكل شاردة وواردة، بل ويقدم النصائح اليوم للمقبلين على مرحلة المراهقة المبكرة أو المتأخرة، وعند سؤاله يرد عليك وبكل ثقة (كبرنا خلاص).
كم سمعنا من تحرشات وألفاظ نابية تتعرض لها هذه المعلمة أو تلك مما وضعها في مأزق التعامل مع هذه الفئة من المراهقين لأسباب كثيرة ومختلفة تعتمد على كل حالة على حدة، ولكن لا بد أن نتفق أن الوضع الحالي والقائم لا بد أن يعاد التفكير فيه بجدية لا بتسهيله.
سمعنا وصف المعلمة عند هذا المراهق
وسمعنا مدح الطالب وتغزله للمعلمة
وسمعنا قصائد الهيام في هذه وتلك
وعند ملاحظة ذلك عليهم وتسألهم يرد عليك (كبرنا خلاص)!!
أضف إلى ذلك بعض الأحلام الوردية والأمنيات التي تبلغ مبلغها عند هذا المراهق، مما يضع أخواتنا وأمهاتنا في موقع صعب في كيفية التعامل مع هذه الفئة، فقد يبدر منهم أحياناً تصرف دون استحياء تجاه المعلمات للأسف. وبالمقابل هناك أيضاً فئات من الطلاب بالعكس أحسنوا التصرف، ومشهود لهم بالأدب والاحترام والتربية.
لذا فالمتتبع للشأن المحلي سوف يلاحظ تذمر البعض بين فترة وأخرى من هذا الوضع، والكل أجمع ويطالب بإعادة خطة توزيع المراحل الدراسية، بحيث تكون أربعة لكل مرحلة دراسية، وبهذا نكون سيطرنا على الوضع بصورة نهائية نوعاً ما، أو نقوم بفصل هؤلاء الطلبة وتحويلهم من بعد الصف الرابع إلى مدارس أخرى بنين بكامل طاقمها، فهذه الفترة تحتاج تعاملاً أبوياً ذكورياً صارماً أحياناً مع هذه الفئة..
آخر وقفة
كبرنا خلاص..
قالها البعض وأخفاها البعض الآخر..!!

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق