الاثنين، 13 أكتوبر 2014

كيف تبهدل كفياك !!

ظاهرة أضعها على طاولة المسؤول الأول عن ما يحدث من ظلم يتعرض له الكفيل بسبب هروب المكفول، وتبعات ذلك الهروب التي يتحملها الكفيل وبشكل غريب، ولكنه متكرر لدرجة تظن أن العملية مفهومة لدى المكفول من قبل أن يقدم على فعلته ويهرب، فهو يضمن حقه ويبخس حقك أحياناً، والمطلوب منك اللف في المحاكم والقضايا لتخرج في آخر المطاف صفر اليدين!!
معاناة عاشها المواطن (ص.ع. ي) يسردها لنا بعد أن زارني أمس مشكوراً قائلاً:
يهرب المكفول (بسبب أو من دون).. يختفي عن الوجود.. يقدم الكفيل (بلاغ هروب) رسمياً ليحمي نفسه من المساءلة القانونية.. تمر الأيام والشهور وهو ينتظر.. يشاهد الكفيل مكفوله في الأماكن العامة يتسوق، وأحياناً على شاطئ يتشمس وبكل ثقة دون قلق من أن يتم القبض عليه بسبب بلاغ الهروب ضده فتسأله لا تخاف؟!!!!
فيفاجأ الكفيل برد المكفول مع ضحكة صفراء... هههه (الوعد فالمحكمة يا كفيل)...
يستغرب الكفيل من أسلوبه الاستفزازي ولكن وللأسف تبدأ من هنا قصة بهدلة ومرمطة الكفيل.
يبدأ البحث عن المحكمة المختصة التي قال عنها الهارب هل هي (جنائية ولا مدنية) وطبعاً البهدلة في أنه لم يتم إخطار الكفيل بالطرق الصحيحة الحضارية بأن عليه قضية أصلاً فتجده يفاجأ عادة بذلك..
وفجأة!!
يصلك اتصال من حقوق الإنسان أيضاً... أنت فلان كفيل فلان: نعم، مطلوب أنك تحضر عليك شكوى.. ويذهب الكفيل بسرعة مستغرباً.. لحقوق الإنسان ليجد شكوى عليه من مكفوله الهارب!!
وهكذا هو السيناريو المحفوظ والمتداول لبهدلة الكفيل دون التفرقة بين هل الكفيل ظالم ولا مظلوم والبهدلة واحدة والهدف هو كسب وقت أكثر للمكفول للبقاء داخل البلد لكسب المال.
وخلي الكفيل يكثح ويركض بين محكمة ونيابة وحقوق إنسان وإبعاد وبلاغات والمكفول حر طليق يعمل هنا وهناك من أجل لقمة العيش وآخر الأسبوع يشوي كباب مع أصدقائه!!..
الغريب في الأمر أنه سواء كان المكفول الهارب المشتكي على الكفيل صادقاً في شكواه أو لا فلا شيء يتحمله لو أثبتت التحقيقات كذبه وتبليه على كفيله بل.. يجبرونك على نقل كفالته!!
المشكلة وين:
1 - أن هذا الموقف تكرر معي 3 مرات وسبحان الله الكل اتبع نفس السيناريو اللي أنا أسميه (كيف تبهدل كفيلك).
2 - من حق أي إنسان أن يتقدم بشكوى ضد أي إنسان آخر ونحن في دولة قانون والحق والعدالة والأمن... ولكن هل القانون ينص أن المشتكي سواء كان ظالماً أو مظلوماً لا يحاسب أيضاً على تبليه على الآخرين؟؟؟
3 - وسائل التواصل وإخطار الأطراف بأن هناك شكوى أو قضية أو محكمة أو استدعاء... للأسف ما زالت دون المستوى رغم انتمائها لأفضل وزارة في استخدام التكنولوجيا الحديثة...
ويكتفون بالقول (احنا بلغناك)...
طيب سؤالي كيف بلغتني وأنا لم يصلني استدعاء رسمي؟ وأين الإثبات؟ لا تعليق!!
بينما إذا حدث العكس وطلب الكفيل إحضار المكفول الهارب بعد تقديم بلاغ الهروب يكون الرد
(بندور عليه ولا بنشوف إن شالله نلقاه..... وانتظر).
4 - بحكم أن جميع مستنداتي سليمة وقانونية وأثبتت العدالة براءتي..
وبكل بساطة وللأسف لا عقاب على الطرف الآخر (الهارب) اللي قدم بلاغاً كاذباً وكيدياً ضدي كل ذلك لمجرد كسب الوقت (القانوني) للقمة العيش وبهدلة الكفيل من هنا وهناك.
انتهى..
أعتقد ظاهرة غريبة أول مرة أسمع عنها ولكن تستحق التوقف عندها والتمعن فيها أكثر، وذلك لفهم سلسلة خطوات البهدلة التي يمر فيها الكفيل المغلوب على أمره بسبب مكفوله بعد هروبه ووفق القانون، والغريب في الأمر أن خطواتها محفوظة من جميع الأطراف!!
آخر وقفة
يا غافلين لكم الله

أضف تعليقاً

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق