الثلاثاء، 21 أكتوبر 2014

وشهاداتي !!

      
حسن الساعيالثلاثاء، 21 أكتوبر 2014 06:10 ص
تتوظف في بداية عمرك وأنت مقبل بهمة ونشاط، وأمامك أحلام كثيرة ترغب في تحقيقها، تتوظف وأنت تفرح بحب أرباب العمل لك ولجهودك، ويشيدون بك وبمهاراتك وفطنتك، تمر الأيام والسنوات وأنت تتنقل من درجة لأخرى.
وهنا تكريم وهنا إشادة وهناك تقدير الموظف المثالي، الموظف المنضبط، الموظف الشامل، وكل ذلك يدخل في ملفك الشخصي وأنت في حالة زهو وفرح لا يختلف عليها اثنان.
يسمع عنك أحدهم في جهة أخرى يقدم لك عرض عمل براتب ومزايا أعلى بكثير، تفرح بلا تردد، وتنتقل إلى هناك وأنت تحمل خبرة عملية مدتها خمس سنوات، تفخر فيها بما حققته من إنجازات، وتبدأ رحلة جديدة في ميدان العمل الجديد بين مناصب ومهام مختلفة أثبت من خلالها قدراتك وشطارتك ومواهبك المتعددة، وكل ذلك يوضع في ملفك الوظيفي الذي بدأ حجمه يكبر تدريجياً بسبب كثرة الشهادات التي حصلت عليها، سواء عند التحاقك بدورات تدريبية داخلية أو خارجية، أو حتى كتب الشكر التي وجهت لك من قبل المديرين في العمل، وكل ذلك يزيدك فخراً.
تمر سنوات وتنتقل للعمل في مجال آخر، وأنت تحمل في جعبتك خبرة 15 سنة أعمالاً إدارية مختلفة، وملفاً وظيفياً مثقلاً بالشهادات والإشادات، وبالفعل تبدأ رحلة ثالثة في ميدان عمل جديد لم يسبق لك العمل فيه، ولكن بخبرتك المهنية تثبت للجميع أنك قادر على التطوير والتعديل، وأنك عنصر فعال في ميادين العمل أينما كان موقعك..
وفجأة يصدر قرار بإلغاء بعض الإدارات وبعض الأقسام، وضم البعض منها، وشطب البعض الآخر في خطة تطوير جديدة بناء على الهيكلة الإدارية التي تم إقرارها مؤخراً، وهنا أنت طبعاً لا تلتفت لمثل هذه الأمور، فأنت كفاءة وخبرة وأنت الموظف المثالي فلا تلقي لهذه الأمور بالاً.
ولكن تأتي صباحاً إلى مكتبك كعادتك باكراً، فلا نظام البصمة يعمل لاعتماد حضورك، ولا باب المكتب يفتح لدخولك، ولا حتى كوب الشاي يصلك كي تبدأ يومك كعادتك، فتسأل هنا وهناك فيأتيك الرد (تم إلغاء الإدارة)، وجار تحويلك ومن معك لجهة أخرى.. انتظر اتصالنا فترد عليهم.. طيب خبرتي وشهاداتي.. فلا رد!!..
وبالفعل التزمت بما قيل لك، وانتظرت 4 سنوات لهذا الاتصال حتى يتم تحويلك لإدارة أخرى تعمل بها لتكمل مسيرتك المهنية، إلا أن الاتصال يبدو أنه تأخر وسيتأخر.. فتبخرت الخبرات وتبخرت الطاقات وتبخرت المعلومات وأنت ما زلت تنتظر وبين يديك ملف شهادات التميز!!
آخر وقفة
يقال إنه أصبح من رواد مقهى شعبي بسوق واقف!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق