الأربعاء، 29 أكتوبر 2014 06:13 ص
تحتاج فجأة إحدى الجهات إلى خبير في تخصص معين غير نادر، ولكن بحاجة إلى بحث أكثر، يتم عرض بعض الكفاءات والخبرات المحلية الوطنية في التخصص ذاته المطلوب لشغل هذا المنصب لتجد الإدارة العليا ترفض!!
فيبحث الجميع عن حل فيأتي أحدهم بفكرة الاستعانة بخبير أجنبي في هذا التخصص، فتوافق الإدارة العليا مباشرة، ويتم التواصل مع شركات توظيف عالمية، ويبدأ البحث حتى يتم العثور على الخبير المطلوب حسب الشروط منها عمره 55 سنة.
وبالفعل يتم التعاقد معه لمدة خمس سنوات لتنفيذ المهام المطلوبة منه، فيصل معززاً مكرماً إلى الدولة وينتظره مفتاح البيت والسيارة والمكتب والرفاهية وحلم لم يحلم به يتحقق أمامه.
يصل ويبدأ الاجتماعات والاجتماعات والاجتماعات ليل نهار، يسمع يدون لا يناقش!! لدرجة سأله أحدهم متى سنبدأ العمل فيعقد اجتماعاً آخر للإجابة عن هذا السؤال.
وبعد سنة ونصف من وصوله يبدأ تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في الاجتماعات السابقة، فمن خلال أفكار المجتمعين ينفذ خطة عمله!!
والكل ينتظر النتيجة والخبير ما زال في اجتماعات، وطبعاً مشاريع تتبعها مشاريع ومبالغ وأفكار والكل ينتظر، ماذا سيقدم الخبير وتمر السنة الثالثة والخبير متنعم في الخيرات المجانية ولا عمل يذكر أو ملموس إلى الآن فقط اجتماعات!!
يهمس أحدهم في أذنه باقٍ على عقدك سنتان وتعود إلى بلادك فيكتئب، ويتذكر وضعه وهو متقاعد في بلده، ولا يجد أي رفاهية كما هي موجودة هنا وينظر إلى وضعه الحالي والحياة التي يحلم بها وشقته المطلة على البحر مباشرة فيقرر القرار الحاسم!
صباح ثاني يوم يتجه إلى مكتبه يعقد اجتماعات مطولة يخرج بفكرة يقدمها للإدارة العليا ويقول (عندي مشروع) ويقنعهم من خلال عرض تفصيلي بأهمية المشروع ومدى نجاحه وأن فكرة الدراسة والتطبيق والتنفيذ تستغرق خمس إلى 10 سنوات من الآن، وأنه هو الوحيد الذي يستطيع تنفيذه فقط!!
تتم الموافقة على فكرته ويتم التمديد له لفترة 6 سنوات أخرى تبدأ مع نهاية عقده الحالي، طبعاً لأهمية المشروع، ينظر لهم مبتسماً ويقول فعلاً إدارة واعية!!
وبالفعل يبدأ الجميع يستعد للمشروع الذي طال انتظاره والذي لن نراه في أرض الواقع أصلاً!!
آخر وقفة
من له حيلة فليحتل!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق