الأربعاء، 15 أكتوبر 2014

وين نسكن !!

تنتهي من إجراءات السفر مع مريضك وتتجه إلى المطار لتصل بعد ساعات من المعاناة بسبب الحالة الحرجة لمريضك إلى بلد العلاج في أوروبا، وهناك يستقبلك أفراد الطاقم الطبي في المطار، ومندوب من المكتب الطبي، وجميعهم مبتسمون ومرحبون ويتجهون مباشرة بكم إلى المستشفى لإدخال المريض مراعاة لحالته التي لا تنتظر لحظة واحدة..
تمر الأوقات بين الانتقال من المطار إلى المستشفى ثم إجراءات الدخول والفحوصات والخوف والقلق الذي تشعر به أنت ومن معك وأنتم تشاهدون ما يشعر به مريضك من ألم (نسأل الله له السلامة) ثم تبدأ رويداً رويداً بالطمأنينة والهدوء والسكينة بعد أن تطمئن على حالة مريضك واستقراره.
ثم تبدأ بالبحث عن الفندق المجاور للمستشفى المؤقت للسكن فيه بضعة أيام لحين استقرار أمورك ووضعك مع مريضك ومع أسرتك في حال كانوا مرافقين معك، بحيث تحفظ الطريق والاتجاهات والأبنية بغية الوصول السريع للمستشفى.. ولكن.. تبدأ معاناتك بعد هذه الفترة تحديداً (المؤقتة) عندما ترغب في البحث عن سكن ملائم لتنتقل له ليضمك أنت ومن معك من المرافقين الرسميين للمريض، بحيث توفر على موازنة مناسبة وفقاً للمصاريف التالية
إيجار السكن، المأكل والمشرب، التنقلات، واجبات الضيافة، نثريات لظروف طارئة.
وبين البدل الأسبوعي للمرافقين والمريض، بحيث تحاول أن يكفي قدر المستطاع، ويسد حاجتكم من متطلباتكم (الأساسية) وليس الكمالية.
وهنا تدخل في معاناة أخرى غير متوقعة ألا وهي قيمة الإيجارات للمساكن في أوروبا والقريبة من المستشفى، فهي عادة مرتفعة جداً لأنها فرصة لا تعوض لصاحب العقار، لذلك يعتبر المرافق الخليجي أفضل صفقة له طوال السنة بغض النظر عن ظروف وجوده في هذا البلد، سواء كان مرافقاً أو سائحاً أم مريضاً.
دوامة يدخل فيها المرافق ربما لا يشعر بها المريض، لكن يتأذى منها بشكل كبير بين قلق الوضع الصحي والسكن والمصروفات اليومية والتنقلات في حال لو كان السكن في منطقة بعيدة، لذلك نجد أن تدخل الدولة مشكورة لحل هذه الأزمة وهذا القلق المزمن للمرافقين أعتقد سيكون تدخلاً مناسباً ومحموداً، خاصة لو كانت عائلة أو نساء بدون محرم، لذلك أعتقد أن الوضع جداً صعب، حيث يتم استغلالهم بطريقة أو أخرى لا نقبلها.
الحل الأنسب في وجهة نظري إما أن تستأجر الدولة مجموعة مساكن قريبة من أشهر المستشفيات المعتمدة للعلاج، أو شراء مجموعة مساكن مناسبة للمرافقين، بحيث توفر عليهم عناء البحث والتعب والقلق.
وهناك حل بديل وهو أن تتولى المستشفى توفير سكن ملائم للمرافقين بحيث يتم احتسابه من ضمن قيمة العلاج.
ولكم الرأي يا سادة يا كرام حتى لا يتكرر سؤال (وين نسكن؟).
آخر وقفة
اللهم اشفِ مرضانا ومرضى المسلمين.. آمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق