الخميس، 23 أكتوبر 2014

حل بديل !!

انصدمت يوم أمس وأنا أتصفح الزميلة «الراية» من خبر غريب، أعتقد أن البعض منا لا يقبله إن لم يكن أغلبنا، ألا وهو 70 سريراً في مستشفى حمد مشغولة بمرضى منذ سنوات، %90 منهم قطريون، مما يتطلب أحياناً اللجوء إلى الشرطة لإخراج المريض من المستشفى بعد شفائه تماماً. هذا بعض ما دار في جلسة البلدي مؤخراً باستضافة د. يوسف المسلماني المدير الطبي بمؤسسة حمد الطبية، وهو من الكفاءات القطرية المشهود لها خلال معرض رده على أعضاء مجلس البلدي الذين كان لهم استفسارات كثيرة ومختلفة حول عدد من المواضيع ذات الصلة في المؤسسة. إن ما يهمنا هنا صراحة هو كيف 70 سريراً مشغولاً منذ سنوات في مؤسسة حمد الطبية دون تحريك ساكن، في ظل وجود عشرات المرضى بحاجة إلى دخول المستشفى يومياً لإجراء عمليات أو متابعه أو تطبيب؟ لكن للأسف وجود 70 مريضاً أو متعافياً -لا أستطيع أن أحدد- منذ سنوات في المستشفى دون إيجاد حل لوضعهم أمر أعتقد يتطلب منا كمجتمع الوقوف والاستفسار والتدخل بالطرق الرسمية لحل هذه الأزمة المتفاقمة. فوجود 70 سريراً مشغولاً منذ سنوات يعني بالمقابل حرمان 70 مريضاً من تلقي العناية الطبية اللازمة الصحيحة وعلاجهم من الأمراض، والسبب أن البعض من هؤلاء يرفضون الخروج، فيحرمون المرضى الآخرين من تلقي علاجهم المناسب، فما العمل إذاً؟ هل يعقل أن المؤسسة بكل خبرائها عاجزة عن إيجاد حل بديل ومناسب لخصوصية الأسرة القطرية، بحيث ننهي معاناة قلة الغرف وإشغال 70 سريراً لمرضى أو متعافين منذ سنوات مقيمين في المستشفى، في حين ازدحمت ممرات الإقامة القصيرة في الطوارئ بمرضى ينتظرون الدخول للمستشفى!! أعتقد الحلول كثيرة منها -على سبيل المثال- الرعاية المنزلية الدائمة أو المؤقتة، ومنها أيضاًء إنشاء أو تأجير مبنى متكامل ومناسب ومهيأ لاستقبال مثل هذه الحالات طويلة الأجل بكادر طبي وأجهزة حديثة، هناك أيضاً مقترح بإنشاء منتجع صحي متكامل لمثل هذه الحالات، ويفضل أن يكون على شاطئ البحر متعدد الخدمات والطوابق والبدائل، تنقل له كل هذه الحالات لمتابعتها هناك ورعايتها. ولكن السؤال الأهم.. أين دور الأهل في المشاركة لحل هذه الإشكالية منذ سنوات؟ وأنا متأكد أنهم مدركون للوضع ومقدرون أزمة الغرف، وربما تشاوروا كثيراً مع الفريق الطبي لإيجاد حلول بديلة عن الوضع الحالي، لدرجة أن حتى نفسية المريض ربما تسوء أكثر بسبب المكان الذي يعيش فيه منذ فترة طويلة، نسأل الله الشفاء والعافية لكل مرضانا. آخر وقفة كل ما نتمناه اليوم هو حل بديل!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق