الثلاثاء، 10 ديسمبر 2013

عندما يفترسنا النمر !!


فاجعة غير متوقعة مرت بها أسرة الزميل العزيز خالد زيارة الأسبوع الماضي في لحظات لن تنساها أسرته. إنها فاجعة لم تكن في الحسبان بسبب طبيعتها وخطورتها.
الجميع تابع بألم حادثة النمر وهجومه الافتراسي الأخير على الطفل البريء فهد في السيرك الروسي الذي أقيم مؤخراً، وتم إيقافه بسبب الحادثة المؤثرة وتبعات الأحداث والتدخل الأمني والتحقيقات الجارية حالياً.. 
والبعض تابع بالأخص الحالة النفسية والصحية للطفل والحضور ولحظات الموت التي مر عليها هو ونحن والجميع.. 
نحن كمجتمع لم نتغافل عن هذه الحادثة الخطيرة والتي سبق أن نبهنا عنها مرات ومرات عندما انتشرت شائعة النمر الهارب وتناولناها في مجالسنا وأحاديثنا وعبر وسائلنا الإعلامية المختلفة، لأنها تعتبر مؤشراً واضحاً لرفض المجتمع لوجود مثل هذه الحيوانات المفترسة والخطيرة دون رقابة وحراسة ورادع بيننا، أو من خلال فعالياتنا دون تقنين صارم.
«عندما يفترسنا النمر» عنوان اخترته لمقال اليوم متعمداً، لأن ما حدث هز أرجاء الوطن رفضاً وتعاطفاً وألماً على ما حدث لفهد المسالم من النمر المفترس، ويدق أيضاً ناقوس الخطر، فالمستقبل غامض بالنسبة لهذه الحيوانات المفترسة، ولا نعلم ماذا بعد هذه الحادثة..؟؟ 
فعلاً، فما أصاب أسرة كاملة بالحزن على ما حدث لابنها الهادئ المسالم فهد موضوع خطير جداً.
فقد أصاب المجتمع ككل بالصدمة بسبب تساهل البعض للخطر غير المتوقع.
نحن لا نطلب منع إقامة مثل هذه العروض على أرض قطر مستقبلاً، بل نعتبره درساً واقعياً لنا جميعاً بأن نعرف كيف نحرص على سلامة المهتمين أولاً لهذه الأحداث الجماهيرية كالسيرك، فوجود المنقذين ورجال الأمن والمدربين والسياج الأمني ضروري من ضروريات إقامة مثل تلك الفعاليات الخطرة في مضمونها.
فلا نستبعد غداً لو ظل الحال كما هو عليه أن يهرب أسد أو فهد أو حتى فيل أيضاً، لأن أبسط أبجديات الأمن والأمان اختفت، سواء كانت بسبب المنظمين، أو بسبب التساهل في الإجراءات فحدث ما حدث، ويا ليته ما حدث.. 
الروع والخوف والقلق والحالة النفسية السيئة اليوم أصابت بعض الأسر التي كانت قريبة من موقع الحادث، ورأت بأم عينيها فهد بين مخالب النمر المفترس، وهذا يتطلب مجهوداً كبيراً من الجهات ذات الصلة لمحو هذه الذاكرة السيئة من ذهن الجميع وأولهم فهد.
نحن لا نطالب بالمستحيل، ولكن نطالب بحقوقنا كجمهور وزوار لهذه الفعاليات مستقبلاً، بحيث يتم تقنين إقامة مثل هذه الفاعاليات الجماهيرية.
منها آلية دخول هذه الحيوانات المفترسة للدولة مع وضع ضوابط وحراسات فاعلة واقعية تحمي الزوار والمتفرجين، ومعاقبة كل من يتساهل في ذلك دون رحمة ليكون عبرة لمن لا يعتبر.

آخر وقفة 
فهد بدأ يتماثل للشفاء ولله الحمد 
والنمر خرج ولن يعود مرة أخرى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق