قد تستغرب عزيزي القارئ من عنوان مقالي اليوم.. والله إنك شنب.. وأنا أيضاً مثلك استغربت عندما سمعت أول مرة هذه الجملة من أحد شباب المستقبل، وهو يمتدح الدور البطولي لصديق له وبفخر يتحدث عنه لدرجة تشوقت أن أعرف حتى أهنئه، فسألت صاحبنا فقال:
«وحياتك رفيجي ركب تواير بوالين وفجرهم ولا افتكر» طبعاً استغربت من كلامه وتمجيده لصاحبه بهذه الطريقة.
لتأخذني الصدفة مع أحد المعارف كنت أتبادل معه الحديث عن أمور عامة، وفجأة قال «بوعلي ما تعرف واحد (شنب) يضبط أموري ويمشيني في الإسكان!!
فقلت له ولماذا حددت شنب؟ فقال الشنب الرجل الكفو اللي يعجبك!!»
وعندما سألت هنا وهناك عن الشنب، قيل لي الشنب هو ذلك الشخص اللي يعمل عمل بطولي، ولكن بشرط أن يخالف القوانين والأنظمة واللوائح حتى نطلق عليه شنب!! أما الملتزم وصاحب الحق والواجب اتركه عنك!!
طبعاً اختلفت المفاهيم اليوم للأسف لدى البعض منا عزيزي القارئ، فأصبح صاحب المبادئ والقيم والحريص والملتزم غير مرغوب، في حين أن صاحب الفهلوة والمخالفة والتعدي على حقوق الآخرين شنب وشنب غليظ أيضاً!!
فنجد أن الطالب المستهتر المزعج صاحب السوابق في التطاول على المعلم (شنب).
الموظف غير الملتزم بدوامه ولا يلتزم بقانون العمل أصبح في نظر البعض (شنب).
الشاب المخالف لقوانين المرور والمستهتر بروحه وأرواح الآخرين (شنب).
المراجع الذي لا يلتزم بطابور المراجعين وتجده يتحرك هنا وهناك بهدف اختصار وقت الانتظار أصبح (شنب).
من حقي أسأل وأستفسر هل التصرفات السلبية التي تعيب صاحبها ولا تضيف في سجله شيئاً يذكر أصبحت تُبجَّل وتُمجَّد ويُضرَب فيها المثل ويطلق عليها (شنب)؟
فعلاً مفاهيم التربية والأخلاق المبنية على أسس دينية تغيرت اليوم لدى البعض منا، فما عادت كما كانت، فنجد البعض اليوم يفخر بفعلته القبيحة أمام الملأ رغم أن الله سبحانه وتعالى ستره، ولكن دون اعتبار لأي أحد المهم لديه أن يتوج بلقب شنب.
شيء مستغرب صراحة وغير منطقي أن تنقلب موازين الحياة ومفاهيم البعض، بحيث أصبح الشنب صاحب التصرفات المعيبة مثالاً يحتذى به لدى البعض، في حين أن صاحب الإنجازات والأخلاق الحسنة يقول لك (اتركه عنك).
لماذا وصلنا لهذه الدرجة؟
لماذا فضلنا الشنب ولم نفضل صاحب المبادئ؟
لماذا أصبح الشنب عنصر جذب للبعض رغم سوء عمله؟
لماذا تربيتنا ذهبت سدى بحيث أصبح الشنب هو المثل الأعلى؟
فعلاً شيء غريب..
آخر وقفة
شنب عن شنب يفرق!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق