كان هذا عنوان الجلسة الثانية من ملتقى التواصل القطري، الذي جمعنا الأسبوع الماضي في جامعة قطر وبتنظيم من بوابة الشرق الإلكترونية مشكورة، لنتناقش مع كوكبة من المختصين والمهتمين وبصوت مسموع حول دور الإعلام الجديد على وجه الخصوص في تعزيز الهوية الوطنية ومناقشة قضايانا.
عزيزي القارئ
لو رغبنا في تعريف موجز عن الإعلام الجديد في وجهة نظري المتواضعة، فهو إعلام عصر المعلومات، فقد ظهر وبرز على السطح وتفاعل معه الكل، بسبب وفرة المعلومات وتطور الاتصالات عن بعد، فقد أصبح متاحاً لجميع شرائح المجتمع وأفراده لسهولة الدخول فيه واستخدامه والاستفادة منه طالما تمكنوا وأجادوا أدواته.
فلا يخفى عليكم اليوم أيها السادة الكرام ما تمر به دولة قطر من هجوم إعلامي كبير إلكتروني خارجي من قبل بعض الأقلام المأجورة والرخيصة، من أجل النيل من نجاحات الدولة، سواء على الصعيد المحلي أو العربي أو العالمي، والكل يشهد بذلك ولله الحمد.
وتابعنا خلال الفترة الماضية أيضاً ما يسمى بالجيش الإلكتروني، من خلال المواقع والمنتديات وشبكات التواصل الاجتماعي التي تجيش من أجل النيل من سمعة الدولة بشكل أو بآخر، أو حتى من خلال اختراق بعض المواقع الرسمية أو الشخصية بشكل لافت، ولكن -ولله الحمد- هناك عيون ساهرة كانت لهم بالمرصاد.
وقد اتبعوا طريقة بث المعلومات الخاطئة والمسيئة والمغلوطة عن الدولة وعن بعض الشخصيات العامة، من خلال انتحال أسماء شخصيات معروفة أو وهمية من أجل النيل منهم أو من خلال تشكيك المواطن بسياسة دولته، فتهتز ثقة البعض وولاؤه لحكومته، ولكن أيضاً -ولله الحمد- كنا جميعاً لهم بالمرصاد، بسبب وعينا وإدراكنا لخطورة ما يحاك حول دولتنا الحبيبة قطر.
من خلال مشاركاتي اليومية في شبكة التواصل الاجتماعي «تويتر» أو «فيس بوك» ومن خلال تواصلي مع بعض المغردين أو المشاركين، فقد لاحظت أن هذه الشبكات أصبحت اليوم متنفساً إيجابياً من خلال رسائل الانتقاد الإيجابي أو النصيحة والمعلومة المفيدة.
وأيضاً أصبحت للبعض الآخر متنفساً سلبياً للأسف، من خلال النيل من جهات أو أشخاص معينة أو انتقاد هدام ونظرة سوداوية للحياة..
قضايا التعليم احتلت المركز الأول في نسبة التداول خاصة مع بداية الفصل الدراسي، ثم تليها قضايا الازدحام وشارع ٢٢ فبراير في المركز الثاني، ثم مواضيع عامة منها حوادث الشباب والخطوط القطرية في المراكز المتتالية.
ولاحظت أيضاً أن نسبة الشباب من عمر ١٨ إلى ٢٥ هم أكثر نسبة مستخدمة لهذه المواقع، وأن نسبة الإناث أكثر استخداماً من الذكور.
بالنسبة للأسماء فقد وجدت أن الأسماء المستعارة والصور أيضاً نسبتها أعلى في مواقع التواصل من الأسماء الحقيقية لأسباب تختلف من شخص لآخر، وأن انتشار المعلومة من خلال المستخدمين لمواقع الشبكات الاجتماعية تنتشر بسرعة رهيبة لتوفر خاصية (ريتويت أو شير) فتجد المعلومة وصلت وانتشرت للجميع حتى من غير المستخدمين، وتبدأ التعليقات مباشرة.
كما لاحظت أيضاً أن هناك جهات كثيرة تتجاوب بشكل يومي مع المستخدمين لهذه المواقع، بل وترسل رسائل إيجابية، وهناك جهات تتجاهل كل ما يكتب للأسف، ولكن هناك جهات أيضاً لا ترد على أي ملاحظة ولكنها تأخذها بمحمل الجد وتتابعها.
إذاً يدل كل ما سبق من دراسة سريعة قمت بها على حسابي الشخصي في «تويتر» وأيضاً «فيس بوك» على أن هناك وعياً كبيراً مجتمعياً ورسمياً بقوة تأثير شبكات التواصل الاجتماعي اليوم ومدى تأثيرها على المجتمع والرأي العام ولمتخذي القرار أيضاً، ومدى قدرتها على تغيير واقع نعيشه، فأصبح الجميع اليوم يعلم المعلومة بسرعة، عكس الأمس عندما ننتظر صدور الصحيفة ومتابعة الخبر سواء قبل أو بعد المراجعة.
لذلك أعتقد اليوم الوضع اختلف عن الأمس، فلم يعد كما كان، فاليوم أصبح الفرد هو مصدر المعلومة ولا ينتظر أن تصله المعلومة، وكذلك تفكير الجيل اختلف، فلم يعد كجيل الأمس جيل الصحف ووكالات الأنباء.
لذلك أعتقد اليوم لا بد أن نتكاتف معاً من أجل دعم الفرد أن يكون مصدراً إيجابياً للمعلومة،
وأن يكون صاحب فكر وقناعات ورسالة إيجابية تساعد في بناء المجتمع، بل وأن يكون من خلال حسابه الشخصي عنصراً فاعلاً ومؤثراً لدفع عجلة التقدم للأمام.
نحن لا ندعي الكمال في وطننا الغالي، بل نطمح له قدر المستطاع، فهناك قضايا ومشاكل وملاحظات عالقة وموجودة وتتكرر يومياً، ولا نستطيع أن نخفيها أو نغض الطرف عنها، بل لا بد أن نواجهها ونساعد على حلها أو تخفيفها قدر المستطاع .
آخر وقفة
المستقبل القادم هو مستقبل الإعلام الجديد بكل إيجابياته وسلبياته، والمطلوب منا اليوم أن نعرف كيف نواجه الواقع بفكر الجيل الجديد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق