الخميس، 26 ديسمبر 2013

بين الخبر ووقع الخبر !!


كنت عائداً إلى منزلي عصراً، فوردني اتصال غير متوقع من أخي صالح، وفي صوته حزن خفي يطلب مني التوجه مباشرة إلى طوارئ حمد للأهمية، حيث إن خليفة ابن شقيقتي أم محمد تعرض لحادث في منطقة سيلين، وتم نقله عبر الإسعاف الطائر إلى الطوارئ لصعوبة حالته مبدئياً، حيث كان برفقة والده وإخوته في مخيمهم الشتوي.
بصراحة لا أخفيكم مشاعري لحظة إبلاغي بالخبر فلم أستطع تحريك ساكن، ولم أستطع أن أقود سيارتي باتجاه البيت، بل وجدت نفسي حائراً بين الخبر وبين وقع الخبر على والدته شقيقتي أم محمد القلب الدافئ، فاستجمعت قواي محاولاً، وأدركت مدى أهمية تواجدي في هذه اللحظة مع أسرتي الكبيرة، فأنا الأخ والخال والصديق لهم جميعاً ولله الحمد. وبالفعل غيرت مساري مباشرة واتجهت إلى طوارئ حمد، وأنا بين اتصال ورسالة وسؤال وخوف وقلق من المجهول الذي ينتظرنا جميعاً.
هل هو بخير وحالته مستقرة أم مصاب ويتألم أم إنه فاقد للوعي؟ لا أعلم بصراحة، ولكن كل ما أعلمه أنه مصاب ونقل بالإسعاف الطائر إلى طوارئ حمد. إنها لحظات مرت لا أتمنى أن تمر عليك عزيزي القارئ وأنت تنتظر خبراً لا تعرف هل ستتحمله أم تقع مغشياً عليك، أم إنك ستصمت ويطول صمتك حتى تخسر صحتك؟ فطوارئ حمد مكان مشؤوم لدى البعض، حيث يرتبط بذكريات أليمة لا نتمنى أن تعود أو تتكرر، وهو أيضاً مكان مرتبط بذكريات سعيدة، فقد كان المكان بكل إمكانياته سبباً في إنقاذ حياة أرواح كانت على شفا الموت ولله الحمد على كل حال..
وصلت ولا أعرف كيف وصلت، ولكنني وصلت واتجهت مباشرة إلى غرفة الحوادث (إن صحت تسميتها) لأراه أمامي وأطمئن عليه، فبحثت عنه ووجدته وقد ابتسم لي من الألم ومن الخوف، وهو يبحث عنا لنخفف عنه مصابه، فكانت أم محمد وأخي صالح وكل من له علاقة بخليفة تواجدوا معنا مشكورين في هذه اللحظة خوفاً عليه وعلى صحته، ومرت اللحظات حتى خرج الطبيب قائلاً لله الحمد، كل التقارير المبدئية تشير إلى تحسن حالته، وننتظر مرور الوقت لنتأكد أكثر، نسأل الله له السلامة والشفاء العاجل.. آمين.
الحادث أعاد لنا ذكريات مؤلمة مرت، وحديثاً تناولناه سابقاً ومطالبات نكررها دائماً بضرورة وضع حد لاستهتار أبنائنا في هذه المنطقة، التي من المفترض أن تكون منطقة سياحية، ولكن للأسف وبسبب تصرف البعض تحولت إلى مقبرة لأبنائنا رغم الجهود الحثيثة التي تقوم بها الجهات ذات الصلة من توعية وتنبيه وتحذير، ولكن للأسف.
إنها لحظات صعبة على الوالدين والأسرة والأصدقاء.
إنها لحظات يعيش فيها المصاب أصعب لحظات حياته.
ولكن متى سيستشعر البعض منا الخطر ويتعظ؟!
نقلت لكم واقعاً موجعاً عايشته للمرة الثانية خلال السنوات الأخيرة بألم عايشته، ولا أتمنى أن تعيشه أنت عزيزي القارئ.
واقع يتطلب منا اليوم أن نعيد حساباتنا ومراقبتنا لأبنائنا وطريقة تربيتنا لهم.
واقع يفرض علينا أن نقول كفى على ما فقدناه من شباب الوطن ليصحو الضمير والتفكير. فعلاً كفى.

آخر وقفة 
لنعد حساباتنا.. 
فبين الخبر ووقع الخبر أم تبكي بحرقة وأب يبكي بصمت.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق