أتابع بين فترة وأخرى عبر برنامج وطني الحبيب صباح الخير بعض الملاحظات والشكاوى على مشرفات الباص، ودورهن في ضبط سلوك الطلاب داخل الباص قدر المستطاع، وأيضاً تقصيرهن أحياناً غير المقصود لأسباب نجهلها.
تأملت بعض هذه الشكاوى وتابعت بعضها لأجد نفسي دخلت في متاهات كثيرة وأسباب أكثر، وأعتقد أن هذه الفئة ظلمت بشكل أو بآخر للأسف.. بل ولم تُعطَ حقوقها على أكمل وجه..
فهن الأقل من ناحية الراتب والمسمى والتعليم والتطوير والمتابعة والتقدير والعمر والحركة، وأسباب أخرى لا أعلمها لذلك تجدهن غالباً متذمرات رغم حرصهن على إتمام عملهن، وما زاد استغرابي بصراحة بأن يتم اختيار مشرفات الباص من كبار السن أحياناً للأسف فهذه مهنة شاقة وتحتاج إلى جهد بدني وذهني وخبرة تعامل.
فلا بد أن نعيد النظر إن أمكن في أعمارهن بحيث يمكن الاستعانة بكبار السن منهن في مهام أخرى بسيطة داخل المدرسة، وهذا إكراماً لهن وأقل تقدير، بدلاً من إزعاج الطلاب وسوء سلوكهم أحياناً..
وأعتقد أن كل ما سبق أسباب كافية تدعونا لإعادة النظر في ظروف مشرفات الباص، بل وتحسين وضعهن من جميع النواحي.
فالمشرفة تصحو مبكراً لتعود متأخرة وتقوم بعمل يومي شاقٍ قد لا يتحمله البعض منا أحياناً، وبمقابل أجر لا يناسب مسؤولية عملها.
إلمامها بالقراءة والكتابة شرط أعتقد اليوم لا يكفي لشغل هذه الوظيفة، بل لا بد أن تكتسب مهارات كيفية التعامل مع الطلبة، ولا بد أن نلحقها بدورات وورش عمل لفن التعامل مع الأزمات والسلامة. لذلك أرجو أن لا نتساهل بمسؤولية مشرفة الباص. بتوجيهاتها ومتابعتها سنضمن سلامة وصول طلابنا سواء للبيت أم المدرسة بإذن الله.
وبحرصها وحديثها ممكن أن ترغّب أو تنفّر الطالب بالمدرسة، وأيضاً بأخلاق تعاملها ممكن أن تجعل من رحلة الذهاب والعودة للمدرسة رحلة ممتعة وذات فائدة أيضاً.
لا نقصد هنا التقليل من شأن مشرفات الباصات العاملات حالياً، ولكن لا يمنع أن نلحقهن بورش عمل تعيد تأهيلهن ونرفع من قدراتهن، ومقابل ذلك نرفع أجرهن المادي بحيث ممكن أن يعوض جهد المهام الموكلة لهن.
آخر وقفة
جيل اليوم يختلف عن جيل الأمس
وبعض إدارات المدارس بحاجة لتفهم هذا الوضع الجديد أعتقد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق