جمعتني الأقدار مع بوغانم أحد الأصدقاء القدامى ذات يوم في مجلسه لنتبادل بعض الهموم المشتركة، ولنتحدث عن وضع في غاية الأهمية ألا وهو مستقبل أبنائنا ما بعد مرحلة الثانوية والخدمة العسكرية.
وكالعادة تناولنا عدداً من المحاور ذات الصلة منها ميول ورغبات وأحلام الطلاب، وحاجة الدولة اليوم لبعض التخصصات، ووفرة الوظائف والعاطلين والباحثين عن عمل، ودور الدولة والباحث في تطوير قدراته..
ولفت نظري في حديثه إصراره على إلحاق ابنه غانم في القطاع الخاص، مع تقليله لشأن القطاع الحكومي بحجة أن لا مستقبل ولا رواتب ولا درجات ولا مناصب، وعندما حاولت أن أتطرق لمدى أهمية القطاع الحكومي وقانون الموارد الحالي أو المنتظر الذي يضمن حقوق وواجبات الموظف ففاجأني بجملة (من صجك..!!)
فطلبت من بوغانم استيضاح جملته لربما فهم الموضوع بطريقة مغايرة للواقع، فوجدته مصراً على القطاع الخاص، حيث الرواتب المرتفعة والامتيازات السنوية والراحة النفسية، والأهم الضمان الوظيفي وحقوق الموظف مضمونة فيه حسب وجهة نظره.
فذكّرته أننا نعمل جميعاً في قطاع حكومي، ولله الحمد براحة وطمأنينة بلا تعكير مزاج ولا حقوق مسلوبة ولا تأخر في الدرجات، فنعمل ونحصد بالتقدير المباشر أو غير المباشر، وأمورنا طيبة.
فقال: بوعلي (من صجك..!!) احط ولدي في هذا القطاع وبأجر يلقى نفسه على البند المركزي أو مغصوب عليه وجالس في البيت، أو يتم إلغاء وظيفته بدون مراعاة لظروفه!! لا يا بوعلي خله على الخاص أبرك ع الأقل محد يتعرض له، ومكافأته على حسب عمله، وزيادة بعد، ويكفي راتبه المرتفع أفضل من راتب الحكومة.
نسيت يا بوعلي المتقاعدين بلا سبب؟ نسيت المقهورين من نظام الترقيات؟ نسيت الشللية وربع المدير هم المحظوظين والباقي بلا عمل وترقية أو دورات تطويرية.. هذا وطني الحبيب عندك اسمعه كل يوم وشوف كم المشاكل من موظفين القطاع الحكومي وقارنها مع مشاكل القطاع الخاص وبتعرف الفرق.. الله يهديك (من صجك..!!).
بوغانم فتح موضوعاً صعب إغلاقه في ضوء الظروف التي مر بها في يوم ما، لذلك وجدته رافضاً كل الرفض إلحاق أحد أبنائه في القطاع الحكومي لأسباب ومسببات سردها لي ونقلتها لكم، ولكن ما زال الخيار أمام طلابنا لمستقبل وطنهم.
فهذا القطاع الحكومي بكل إيجابياته وسلبياته، وكذلك هذا القطاع الخاص بكل ظروفه وامتيازاته أمامكم.
لك أنت أن تختار الآن.
والله يوفق الجميع
آخر وقفة
(من صجك..!!) أثارت أعصابي بصراحة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق