أنا يا بوعلي تزوجت منذ ٣٠ عاماً ولله الحمد، وأنعم بحياة أسرية سعيدة متجددة دائماً بين مد وجذر وبين عطاء ومحبة.
والجميل أن في كل عام كنت أحتفل بمرور ذكرى زواجنا بطريقة أو بأخرى حسب الاتفاق والظروف والإمكانات، المهم أن لا نفوت هذه المناسبة بدون أن نترك بصمة جميلة لا ننساها كأسرة ليس كزوجين فقط.
فعزمت الأمر وذهبت إلى أحد الفنادق المعروفة لحجز ٣ غرف مطلة على البحر مباشرة لأسرتي كمفاجأة حتى نحتفل معاً.
وبالفعل دخلت الفندق وانتظرت دوري حتى جلست عند موظفة الحجوزات المختصة، وسألت عن كل التفاصيل من مرافق وخدمات ومطاعم وخصوصية وخدمة غرف وخلافه، إلى أن وصلت إلى طلباتهم وأوراق ثبوتية وخلافه.
لأفاجأ بطلب ورقة عقد القران (الملكة) التي تثبت أن من معي هي زوجتي!! فنظرت لها مستغرباً من الطلب فسألتها: السبب؟ قالت الموظفة: إنها متطلبات إنهاء الحجوزات في أي فندق حسب المتبع من إجراءات فقلت لها: ولكن عقد قراني كان من ٣٢ سنة ولا أملك هذه الورقة الآن فمن أين آتي بها!!
فقالت: هذه مشكلتك ولكن القانون يطبق على الجميع، فيقول حاولت بشتى الطرق ولم أصل إلى حل ولم تعطني حلاً بديلاً عن الورقة!!
ففكرت بطريقة بديلة أثبت لها ذلك، فطلبت من كل أسرتي الحضور إلى الفندق الآن كدليل حي واقعي لذلك.
وبالفعل حضروا خلال نصف ساعة جميعهم ومن صغيرهم إلى كبيرهم ومعهم أيضاً حفيدتي، ولكن للأسف أصروا على طلب (الورقة) التي لا أعلم أين هي صراحة، فلم أستخدمها في حياتي منذ زواجي، ولم يطلبها مني أحد سوى عملي مرة واحدة عند التوظيف.
بصراحة استغربت من تصرفهم فلم أتوقع أن أجد نفسي في هذا الموقف المحرج، والعجيب وأنا في هذا العمر وفي بلدي.
أدرك تماماً ظروف طلب هذه الورقة، بل وأقدر ذلك، وأعلم تمام العلم استهتار البعض للأسف من رواد الفنادق من سوء استغلال التسهيلات التي كانت مقدمة سابقاً.
فنحن لسنا ضد تطبيق القانون للمحافظة على الصالح العام، ونقدر ذلك بل ونشد عليه ونطالب بتطبيقه، ولكن لا بد أيضاً أن نراعي الظروف الخاصة لبعض العائلات، خاصة من هم في وضعي وإيجاد حل بديل لهم.
ففي هذ الحالة كتب علي أن أحرم أنا وأسرتي من قضاء أيام جميلة في أرقى الفنادق وأفخمها والسبب (الورقة) فما الحل..؟
هذه مشكلتي يا بوعلي وللأسف لأول مرة لا نحتفل بذكرى زواجنا كما كنا نتمنى!!
آخر وقفة
يقول: للعلم يا بوعلي أحد العزاب من المقيمين معي في مقر عملي حجز في نفس الفندق ولم يسمع جملة (وين الورقة)!!

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق