الأحد، 8 يونيو 2014

الفلوس !!

حسن الساعي
حسن الساعي 
مشرف المحليات والتحقيقات
تكررت هذه الأيام كلمة «الفلوس» بشكل ملحوظ، وطبعاً البعض منكم ربما عرف مقصدي من طرح الموضوع، خاصة اليوم ونحن نخوض غمار ماراثون الاختبارات النهائية الوطنية بمختلف مراحلها الدراسية، ومنازلنا إلى نصف الليل مشرعة الأبواب بين مدرس داخل ومدرس خارج، وكأنه تبادل لمناوبة لا تنتهي إلا مع نهاية آخر يوم من الاختبارات. 
الفلوس يا أحمد 
فلوس الشهر يا بوخالد 
كلم بابا عشان فلوسي يا فهد 
يا سعود الوالد عطاك فلوسي
جمل ثقيلة جداً على مسمع بعضنا أحياناً، خاصة لو كانت المناوبة مع أكثر من مدرس خصوصي في الوقت نفسه، ونحن نقترب من نهاية العام الدراسي، حيث بدأت تتكرر وبشكل ممل (الفلوس.. أنا خلصت المنهج يا بو جاسم). 
فرغم المساهمة الفعّالة لبعض المدرسين في انتشار الدروس الخصوصية بين الطلاب بشكل أو بآخر للأسف أحياناً إلا أن المصدر الرئيسي هنا هو نحن كأولياء أمور عندما وافقنا على عرضهم غير المباشر، وذلك لأننا نعتقد أن الدروس الخصوصية هي الحل الأمثل لنا، وذلك لأنها ستمنح أبناءنا فرصاً أخرى للاستذكار والتحصيل لا يظفر بها أقرانهم.
وفي نفس الوقت نحن قد لا نعلم أننا بطريقتنا هذه نعود أبناءنا على الإهمال والكسل، وعدم الاهتمام واللامبالاة، والاعتماد على الغير لتحصيل الدروس اليومية التي يتلقونها في المدرسة، مما يسبب لهم تبلداً ذهنياً وأحياناً فشلاً سيتضح جلياً مستقبلاً وليس الآن والشواهد كثيرة حولنا. 
وفي الطرف الآخر أصبح أبناؤنا يعلمون علم اليقين، بل ويثقون تماماً أن من يعولونهم سيوفرون لهم دروساً خصوصية تعيد عليهم كل ما فقدوه خلال العام الدراسي، ويوفر عليهم عناء المذاكرة اليومية الثقيلة لدى البعض، فوجدوا أن الإهمال طوال العام والتركيز في الدراسة عبر مدرس خصوصي آخر شهر من العام الدراسي هو الحل الأمثل للحصول على درجات متميزة، وإنهاء هذه المرحلة. 
إذاً فلماذا يبذلون جهداً والبنك المتنقل وهو (ولي الأمر) جاهز لتحمل تلك الأعباء والمصروفات التي قد تثقل كاهله بشكل قد لا يستطيع تحمله بعضنا أحياناً ليجد في آخر الشهر من يتواصل معه قائلاً (الفلوس) يا بو مانع!!
لنفكر قليلاً قبل أن نعيد الكرة مرة أخرى في السنوات القادمة، هل فعلاً أبناؤنا بحاجة إلى مدرس خصوصي أم إن معلم المدرسة قائم بدوره على أكمل وجه والتقصير من أبنائنا؟ لأن بالمقابل نجد بعض الطلاب لا يعتمدون على المدرس الخصوصي نهائياً، ودائماً نجد النجاح هو حليفهم، فهم يعتمدون على الانتباه اليومي للدرس المقدم لهم في الفصل خلال العام الدراسي.. إذاً أين الخلل؟

آخر وقفة 
لنبحث عن الأسباب والحلول حول هذه الظاهرة، وحتى لا نسمع مرة أخرى (الفلوس يا عبدالله)!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق