الخميس، 5 يونيو 2014

وين راحوا !!

حسن الساعي
حسن الساعي 
مشرف المحليات والتحقيقات
استيقظت صباحاً واستعددت للتوجه إلى مكتبي كالعادة وفي داخلي دعوات أن لا يكون هناك حادث أو ازدحام يعطل مشواري على شارع 22 فبراير كعادته اليومية، وبالفعل ركبت السيارة واتجهت إلى الشارع المذكور ولكن وجدته شبه خالٍ من السيارات إلا ما ندر!! 
راجعت نفسي جيداً هل اليوم هو يوم عمل أم إجازة؟ فتأكدت أن اليوم هو يوم الاثنين، أي أنه يوم عمل فسرت في طريقي إلى وجهتي مستغرباً!! أين ذهبت السيارات وين راحوا؟ وقبل أن أصل مكتبي وصلتني رسالة نصية تفيد بالموافقة على طلب الاستقدام، وأن المعاملة جاهزة للتقديم ففرحت كثيراً. 
واتجهت إلى مبنى الجوازات لاستلام المعاملة كالعادة لتقديمها لمكتب الخدم، ولكن لم أجد أحداً في المواقف الخارجية أيضاً!! أين ذهب المراجعون خاصة أن الساعة تشير إلى 9 صباحاً.. وين راحوا؟! أوقفت سيارتي وأكاد أكون الوحيد، ودخلت إلى المبنى لأجد الجميع على مكاتبهم وبدون مراجعين!! 
فسألتهم عن المعاملة لأستلمها فقالوا الرسالة التي وصلتك عبر الجوال هذه هي المعاملة كاملة، فنظرت إليه باستغراب وخرجت وأنا مندهش ماذا حصل؟! فقلت طالما أني قريب من الدفنة سأتجه إلى وزارة الاقتصاد لأسأل عن السجل التجاري. 
وبالفعل وصلت هناك في أقل من دقيقتين وفي داخلي سؤال أين السيارات؟ أين المراجعون؟ أين الازدحام؟ وين راحوا؟ وما إن وصلت حتى وجدت جميع المواقف متوفرة، فاخترت موقفاً عند باب الدخول مباشرة، ونزلت ودخلت المبنى، والكل ينظر إليّ باستغراب، واتجهت للموظف المعني، وسألته عن المعاملة، فقال لي تم إرسالها لك من 4 أيام عبر الإيميل.. فقط اطبعها وابدأ بمزاولة نشاطك مباشرة!! فنظرت له باستغراب وخرجت وفتحت إيملي عبر جهاز التليفون لأتأكد، فوجدت ما يلي:
نسخة من السجل التجاري الجديد كاملة وجاهزة للطباعة مباشرة.
نسخة من وصل البريد الممتاز لأستلم ملكية بيتي الجديد جاهزة.. فقط أبعث لهم عنواني. 
موعدي في المركز الصحي جاهز ومحدد التاريخ والطبيب والوقت.
نسخة من شهادة التأمين الجديدة للسيارة جاهزة، فقط أطبعها وأدفع لهم الرسوم إلكترونياً.
نسخة من شهادة إتمام بناء جاهزة إلكترونياً، فقط أطبعها وأستخدمها في إنهاء باقي الإجراءات. 
نسخة من تقارير الاختبارات المدرسية للأبناء. 
نسخة من شهادة راتب طبق الأصل سبق أن تقدمت بطلبها قبل يومين. 
رسالة شكر من الحكومة الإلكترونية لاستخدامي الخدمة. 
ففكرت قليلاً في آخر رسالة كيف تم كل ذلك إلكترونياً، بعد أن كنت أعاني الأمرين للوصول من جهة لأخرى لمتابعة معاملاتي، ولكن اليوم أصبح كل شيء جاهزاً بكبسة زر.
هنا فقط فهمت لماذا لم أجد أي شخص في الشارع إلا ما ندر!
هنا استوعبت فكرة استخدام التكنولوجيا بدلاً من الورق في معاملاتنا. 
هنا أدركت مدى أهمية مجاراة التقدم التقني في تسهيل أمور المراجعين. 
هنا أيقنت أن للمعرفة والتقدم جانباً إيجابياً كبيراً في حل أزمة الازدحام اليومية. 
وهنا أيضاً تأكدت أن كل ما مضى كان مجرد خيال وااااسع وحلم راودني في لحظة صفاء.. أتمنى أن نصل إليه في يوم.. إذ بإمكاننا تفعيل أكبر للحكومة الإلكترونية، في ظل الازدحام اليومي الذي لا يطاق.. 

آخر وقفة: 
عرفتوا وين راحوا؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق