لذلك أرجو منك أن تمنحني 3 دقائق من وقتك فقط عزيزي القارئ لنتخيل معاً الوضع التالي:
أولاً: أريد منك أن تتخيل أقرب محطة بترول من موقعك الحالي؟
ثانياً: أدعوك لرسم خريطة ذهنية للطريق المؤدية إلى هذه المحطة؟
ثالثاً: أدعوك أن تتخيل وقوفك في طابور الانتظار مع السيارات إلى خارج المحطة وأنت مستعجل حتى يحين دورك؟
رابعاً: أدعوك الآن أن تتخيل وبعد مرور أكثر من ربع ساعة وأنت منتظر في الطابور يأتي إليك العامل معتذراً وليخبرك بتعطل جهاز التعبئة بسبب قلة الصيانة، ويطلب منك البحث عن محطة أخرى!!
مما سبق تخيلتم معي أعزائي حجم المعاناة التي يعانيها بعض مستخدمي الطريق لتعبئة خزان الوقود لسياراتهم، فما أن يبدأ المؤشر بتنبيهك وحتى تبدأ معاناتك في التفكير للبحث الذهني السريع عن أقرب محطة غير مزدحمة وفي موقع مناسب.
للأسف لسان حال بعض محطات البترول الخاصة أعتقد تشكي الأمرين، بسبب قلة الصيانة الدورية التأمينية أو سوء موقعها الحالي، خاصة مع الزحف العمراني والمضطرد، وكذلك رداءة الخدمات الشاملة في كل محطة للسيارات، وأخيراً المساحة المخصصة لبعض المحطات بالكاد تتسع لسيارتين أو ثلاث سيارات.
شركة وقود مشكورين لا ننكر أنها تقوم بدورها المطلوب منها، ونقدر دورها وتواجدها، ولكن فعلياً تواجد وصفه البعض بأنه غير محسوس إلى الآن، فرغم مرور سنوات على إنشائها وتدشينها لعدد 23 محطة على مستوى راقٍ جداً وإدارتها لبعض المحطات الأخرى، إلا أنه ما زالت أعداد المحطات ومناطق توزيعها ضئيلة جداً بالمقارنة بعدد السكان والسيارات بجميع أنواعها، مع الأخذ في الاعتبار الأعداد المتزايدة يومياً لدرجة الوصول أحياناً إلى مرحلة التذمر.
خطط «وقود» المستقبلية نعلم أنها ستغطي جميع المناطق تقريباً، وكذلك الطرق السريعة، بهدف تقديم خدمة متميزة للزبون ولسيارته، ولكن إلى أن تنفذ هذه الخطة السلحفائية حسب البرنامج المعد لها أعتقد لا بد من إنشاء شركة أخرى منافسة لـ «وقود»، بهدف كسر حالة الاحتكار والجمود، ولتقديم أفضل خدمة للمستهلك، كما حصل بين شركات الاتصال والمستفيد طبعاً هو الزبون أولاً وآخراً..
فبين إنشاء وهدم، وبين صيانة وإغلاق للمحطات، نجد مستخدم الطريق اليوم يعاني كثيراً أثناء بحثه عن محطة قريبة أو مناسبة متوفر بها جميع الخدمات الأساسية، بحيث تكون هدفه الرئيسي وليس الثانوي، فالوضع الحالي يدعوك أحياناً عزيزي القارئ بأن تستعين بصديق للتأكد عن ما إذا كانت المحطة المقصودة تعمل وفي الخدمة أم إنها خارج الخدمة ومعطلة؟!
ولكن أرجو رجاء خاصاً وقبل أية خطوة وتفادياً لحدوث ما لا يحمد عقباه مستقبلاً، نرجو مراعاة المواقع المناسبة لإنشاء محطات البترول، سواء كانت لشركة وقود أو للقطاع الخاص، فليس من المعقول أن تجاور المحطة -بخزاناتها وخدماتها المختلفة وعدد السيارات المتواجدة في نفس الوقت ليل نهار وإزعاجها- (روضة أطفال أو مستشفى أو مطاعم أو مساكن أسرية)، وأنتم أعلم بما سيحدث. وأعتقد سبق أن حدث ما حدث، وليته ما حدث، ولكنه حدث، فمن السبب؟!
آخر وقفة
زبدة الموضوع
المحطات لا تكفي.. شوفوا لنا حل!

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق