الأربعاء، 4 يونيو 2014

الخطة العمرانية!!

حسن الساعي
حسن الساعي 
مشرف المحليات والتحقيقات
مجلس الشورى الموقر يفاجأ الجميع يوم أمس الأول ببعض تحفظاته وملاحظاته على الخطة العمرانية التي تم عرضها عليه بشكل عام، بل ويطالب بتعديلها وإعادة النظر فيها، في خطوة فرح بها الجميع، رغم أن البعض ظن أنها ستمر مرور الكرام دون ملاحظات. 
ولكن يبدو هذه المرة الوضع اختلف تماماً، فلم تمر أو تعبر من فوق سطح المجلس، بل توقفت لمواجهة أعضائه وتحولت بعد ذلك إلى لجانه لدراستها وإبداء الملاحظات والمقترحات وفق معطيات ورؤية مستفيضة للواقع الذي نعيشه وبين حلم الخطة العمرانية، خاصة أنها لم تشمل بيانات لتوزيع المستشفيات والمراكز الصحية والمدارس والأسواق وغيرها من الخدمات. 
فكان السؤال والجواب
وكان الاستفسار والرد 
وكان التحفظ والرفض 
نعم هذا هو المجلس الذي كنا وما زلنا نبحث عنه وبشدة، فلم يوافق على مرور الخطة بسهولة، بل أبدى ملاحظاته ومطالباته، فهم ونحن نعيش على كوكب واحد، نعاني معاً يومياً من مشاكل عدة، بسبب «التخطيط «، سواء كان عشوائياً أم ممنهجاً. 
فمنها أزمة خدمات وشوارع، وتوزيع عادل للأراضي، ومنها أزمة تكدس الوزارات في جهة واحدة، إلى انعدام الخدمة الصحية في مناطق خارجية متمثلة بالمركز الصحي أو المستشفى، ومنها المناطق الخارجية، وافتقار الخدمات، ومنها الكثير من الملاحظات التي أبداها السادة أعضاء مجلس الشورى الموقر، وكأنهم عبروا عن لسان حال الشارع القطري. 
كفى رجاااااء فما فات يكفي لا نريد تكراره بأي شكل كان، يكفي التخطيط الذي أضاع الطريق، وأعتقد -كما قال البعض معلقاً على موقف مجلس الشورى- أنه قد حان وقت التغيير وضخ دماء جديدة تساعد على وضع رؤية مستقبلية شاملة للوطن، لا أن نعيد خطة مكررة بنفس الأخطاء والمشاكل دون مراعاة الواقع الذي نعيشه، فعندما قالوا السادة الأعضاء إن الخطة العمرانية لا تلبي الطموحات لا بد أن نقف هنا وبجدية ونستفسر ونعرف الأسباب، رغم توفر كل الإمكانات لتنفيذ خطة مستقبلية عمرانية للوطن. 
انتقاد مجلس الشورى الخطة العمرانية يحتم على السادة في التخطيط العمراني أن يعيدوا النظر مرة أخرى ومراعاة الملاحظات التي أبداها أو تحفّظ عليها الأعضاء، فهم وأنتم ونحن نعيش على أرض واحدة، ونلاحظ ونعاني من نفس التحديات، مع كل شكرنا وتقديرنا للجهود المبذولة من قبلكم خلال الفترة الماضية لوضع التصور العام للخطة العمرانية للدولة، إلا أن إبداء الملاحظات والانتقادات لا يعتبر تحطيماً لكل هذه الجهود، بل هي دافع إيجابي لكم للانتباه ومراعاتها في الفترة المقبلة. 
آملين في الوقت ذاته أن توزع الخطة العمرانية على وسائل الإعلام لنشرها أمام المواطنين، وتخصيص وسيلة للتواصل وإبداء الاقتراحات والملاحظات، لربما تجدون ضالتكم بين الردود والاقتراحات، فجميل أن نشارككم في الخطة العمرانية المستقبلية، فهذا وطن الجميع، فاسمعوا منا لعل وعسى.. 

آخر وقفة.. 
السادة مجلس الشورى الموقر 
وقفتكم أمس الأول كانت الوقفة المنتظرة، والتي لم تجاملوا فيها على حساب راحة الوطن والمواطن.. فشكراً لكم..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق