في الوقت الذي تتكبد فيه الدولة ملايين الريالات سنوياً لمعالجة المواطنين في الداخل والخارج، من جراء مضاعفات السمنة وزيادة الوزن، سواء كان مرض السكري أو الضغط أو الكولسترول أو حتى انسداد شرايين القلب، هذا بالإضافة إلى بعض وظائف الجسم الأخرى، إلا أننا ما زلنا غير مهتمين في هذا الجانب كثيراً!!
ولا ننكر طبعاً دور الجهات المعنية في الصحة من حيث التوعية والتذكير والتنبيه باستمرار وفي كل المناسبات بخطورة زيادة الوزن وأهمية اتباع نمط حياة متوازنة باستمرار لا تخلو من الحركة والأكل السليم والصحي وغيرها، وذلك بهدف الوصول إلى جسم سليم لا يشكو من مضاعفات الأمراض المصاحبة للسمنة.
ولا ننكر أن البعض منا هو السبب في الزيادة المضطربة في الوزن، بحيث تعدى المسموح بأضعاف مضاعفة، والسبب ربما يكون اتباع عادات غذائية وحركية غير سليمة أدت إلى الزيادة غير المحمودة في كتلة الجسم، مستهترين أحياناً بالمضاعفات التي ربما تسببها هذه الزيادة المفرطة مستقبلاً.
ولكن الغريب في الأمر هو «طفل اليوم» الذي يعاني من سمنة غير طبيعية لدرجة أصبح معروفاً أنه مقل في الحركة بسبب ثقل كتلة الجسم، والشاهد هنا الإحصائيات المخيفة التي نقرأها كل فترة تقريباً، محذرة من جيل يعاني من زيادة الوزن لأسباب مختلفة، ولا بد من الانتباه ووضع برامج صحية لهم.
ولكن
المتابع لسياسة البيع لدى بعض مطاعم الوجبات السريعة، خاصة وجبات الطفل، سيدرك تماماً كيف استطاع هؤلاء تسويق منتجهم الضار على الأطفال وبكل سهولة، فأصبح طفل اليوم يعاني من السكر والسمنة، وذلك عبر إرفاق لعبة لها صفة عالية في وجباتهم الخاصة، وذلك لتحقيق هدفين (الربح المالي، وجذب الأطفال) مع علمنا الأكيد بمدى الآثار الضارة لهذه الوجبات السريعة على صحتنا العامة، ولكن للأسف نذهب لهم طائعين خاضعين مبتسمين، فقط من أجل إرضاء أطفالنا على حساب صحتهم.
والآن من أين نبدأ لحل هذه المشكلة؟
هل نتدخل في سياسة البيع لدى هذه المطاعم ونمنع بيعها هذا الطُعم الذي من خلاله باعوا لأطفالنا وجباتهم؟
أم نكثف حملاتنا التوعوية كرد فعل مضاد لحملاتهم الترويجية التسويقية ونحمي أبناءنا من سمومهم؟
أو نفعل كما فعل البعض منا للأسف غضَّ النظر وقال (أطفال ما عليهم شر!)؟.
لذلك أرجو رجاء خاصاً من الجهات المعنية دراسة الوضع ومناقشته مناقشة مستفيضة بنّاءة بهدف الوصول إلى حل أمثل يوفر على الدولة ملايين الريالات تتحملها سنوياً، بهدف معالجة أمراض مضاعفات السمنة، والحل ربما يكون أمام أعيننا ولكننا لم ننتبه له!
آخر وقفة
استطاعوا أن يسوقوا منتجهم بدهاء، ولم نستطع أن نتصدى لهم بذكاء!!