الثلاثاء، 3 فبراير 2015

لماذا تايلاند !!


كنت في زيارة لصديق عزيز قبل عدة أيام في مجلسه للسلام عليه بعد عودته من فحوصات طبية أجراها في أحد أشهر المستشفيات في تايلاند، بعد أن كان يشتكي من آلام مزمنة في الظهر، ولله الحمد جميعها مطمئنة ما عدا أمراض الخليج الثلاثية (الضغط، الكوليسترول، فيتامين د). 
وبعد أن تبادلنا بعض الأحاديث، سألته لماذا اتجه إلى شرق آسيا ولم يتجه إلى دولة أوروبية كالعادة، خاصة أن الأجواء باردة وممتعة هناك؟ فتبسم قائلاً: والله يا بوعلي لو شفت كيف النظام والترتيب والأسس اللي تمشي عليها مستشفيات تايلاند كنت كرهت كل مستشفيات العالم. 
بداية من لحظة وصولك إلى لحظة وداعك عند باب المستشفى، مع العلم أخي حسن كنت متردداً أن أتجه إلى تايلاند، ولكن وبصراحة بعد هذه الزيارة، فعلاً تغيرت فكرتي عنها 180 درجة، حيث اكتشفت أنا وأسرتي الجانب الجميل فيها، خاصة الجانب الطبي، فكانت جاذبة للسياحة الطبية بذكاء. 
فعند دخولك للمستشفى وابتسامة الاستقبال وتسجيل جميع بياناتك وصورتك، ثم انتقالك بكل سهولة ويسر إلى جميع الأقسام دون تأخير يذكر، رغم العدد الكبير من الإخوة الخليجيين والمراجعين، إلا أن الأمر كان ميسراً جداً، خاصة مع توفر خدمة الترجمة الفورية، وعدد كبير من الأطباء الاختصاصيين، مع احترامهم لخصوصية النساء، وأضف إلى ذلك الصيدلية متوفرة في كل دور من أدوار المستشفى 24 ساعة، هذا بالإضافة إلى خدمة المواعيد السريعة إن استلزم الأمر خلال 48 ساعة، وكل ذلك تخيل لم يكلفني حتى 2000 دولار!! 
وبصراحة أخوي حسن يمكن الشيء الذي طمأنني أكثر هو عدم تقليلهم أو استنكارهم أو استهزائهم بالفحوصات أو التشخيص أو الأدوية التي كنت أتناولها في الدوحة، والتي صرفت لي من الطبيب المعالج في مؤسسة حمد، وهذا تكرر مع أكثر من شخص، وعندما سألتهم عن سبب عدم تعليقهم على فحوصات الدوحة، قالوا لكل طبيب وجهة نظر وتشخيص، فلا يمكن أن أنتقد زميلاً لي في نفس المهنة، وهذا الشيء أخ حسن للأسف عكس ما يجري في الدول الأوروبية، وخاصة بريطانيا (لا نعترف إلا بفحوصاتنا)!! 
وبعد خروجي من مجلسه جلست أفكر في كلامه ووصفه الإيجابي لمراحل التشخيص والفحوصات في تايلاند إلى أن وصل الأطباء إلى سبب آلام ظهره، ثم وصفهم للعلاج، وكيف هو الآن بأحسن صحة وعافيه ولله الحمد، وكيف كان وأصبح الآن.. 
ونظرت في الاتجاه الآخر إلى حجم الخدمات الطبية المقدمة مجاناً لنا ولله الحمد، والتي استفاد منها الكثيرون، وربما تضرر منها أيضا آخرون، وهذا حال جميع المستشفيات حول العالم، هناك من استفاد وعولج وعاش حياة سعيدة، وهناك من انتكست حالته وعاش حياة متعبة.. حتى في شرق آسيا، ليس كل من ذهب استفاد من علاجهم. والحمد لله على كل حال. 
آخر وقفة 
بالتخطيط والتنفيذ تايلاند نجحت أيضاً في السياحة الطبية!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق