لا أهوى السياسة ولا أنتمي إلى أي توجه سياسي معين، ومطالعتي للوضع العام هي مطالعة المحايد الذي يراقب عن كثب دون تدخل يذكر، فلا أكتب ولا أعبر عن رأيي، فدهاليز السياسة مبهمة الملامح، ولكنها في نفس الوقت واضحة وضوح الشمس أحياناً، فصديق اليوم كان عدو الأمس، فلا ملة ولا دين يحكم السياسة، فهي رمادية التوجه كما يقولون!!
طبعاً ما دعاني اليوم أن أكتب في هذه الساحة الرمادية هو سلسلة التسريبات والفضائح التي تصلنا بين فترة وأخرى لأشخاص غير عاديين، بل هم على رأس هرم الحكومات اليوم، وهذه المشكلة، فلو كان التسريب الفاضح لأحد المشاهير أو اللاعبين أو الممثلين لكان الأمر سيان أعتقد، فهو يمثل نفسه ولا يمثل شعباً أولاً وأخيراً، لن يؤثر علي أو عليك، بل ستشاهده مرات وتحذفه في نهاية الأمر وكأن لم يكن.
ولكن أن يتحول رأس الهرم نفسه إلى بطل من أبطال التطاول والتندر على الآخرين عبر التسريبات، ويتم تداوله بين الناس بهذه الطريقة، فهذا الأمر غير الممكن، خاصة في وقت كنا نتوقع منهم العكس، ولكن يبدو أن الشوارع الخلفية للسياسة لا تعرف عدواً أو قريباً للأسف وإن اختلفنا!!
من تجرأ وتنصت على هذا الاجتماع؟
من له مصلحة أن يوثق كل ما دار في هذا الاجتماع بهذه الطريقة؟
من كان يعرف تفاصيل كل التفاصيل، فسجل بالصوت كل لحظات الانسجام والتطاول؟
لن أخوض في تفاصيل التسريبات، بل سأتركها للمختصين والمحللين، فلهم في ذلك نظرة موسعة للأحداث أكثر مني، ولكنني سأتناول جانب التسريب ومن له مصلحة في ذلك؟ ولماذا الآن تم التسريب؟ ولمصلحة من؟ ثم لماذا تم التشويش على قناة «مكملين» صاحبة السبق في نشر التسريب؟ هل كنتم تعلمون بمضمون التسريب؟ أم إنها كانت ضربة استباقية كما هي جلستكم حين قسمتم تركة المليارات 10 في 10 في 10؟؟
فعندما يجلس الخائن بجوار القائد بأمان، معنى ذلك أن بداية النهاية قد حانت، وأن منطق البطانة الصالحة لا ينطبق هنا، فبطانته الصالحة خائنة غدرت به وسربت حواره بدل المرة مرات عديدة، وشككت العالم في مصداقيته، بل وشككت الداعمين له في صدق نواياه للأسف.
مهما كانت ردود الفعل والتحليلات الرسمية حول التسريبات الأولى أو الأخيرة، فأعتقد أنها ضربة قاصمة للثقة المبنية بين رأس الهرم وبين من حوله من المقربين الذين ابتسموا له وصفقوا له وباركوا له في يوم ثم سربوا بصوته فضائح التهريج الأخيرة!!
لربما هي أيضاً رسالة بليغة للحكام بشكل عام، مضمونها أن مبدأ المصلحة الشخصية لدى البعض فوق كل اعتبار، فانتبهوا من البطانة التي تحيط بكم، فالتفكير والتخطيط بصوت عالٍ أحياناً نتائجه وخيمة!!
آخر وقفة
أعود وأقول لكم لا أحب السياسة، ولكن تسريب التهريج جعلني أكتب لكم!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق