الأربعاء، 4 فبراير 2015

القدير يعرف !!


تخيل معي هذا الموقف عزيزي القارئ وسأترك لك فرصة التعليق في آخر المقال: 
تعود من عملك منهكاً بعد يوم عمل طويل شاقٍ، تدخل بيتك لتجد أبناءك في استقبالك، فرحين ما عدا ابنك الصغير دحوم مندمجاً في المسلسل الهندي المدبلج للعربي، فتناديه عدة مرات حتى ينتبه لدخولك، ولكنه في عالمه الخاص وفي قمة اندماجه ويتجاهلك، تتركه وتتجه لغرفتك الخاصة وتعود بعد 10 دقائق استعداداً لتناول وجبة الغداء العائلية. 
تجلسون جميعاً ما عدا دحوم مصرّ على إكمال الحلقة رغم غضبك عليه، وتدخل والدته طالبة منك عدم توبيخه هكذا، فهو ما زال طفلاً لا يفهم!! 
إلا أن دحوم مصرّ على موقفه، تتجاهلونه وتبدأون تناول الغداء وتدور الأحاديث وتسأل أبناءك مفتاح سيارتك الإضافي أين هو؟ فالكل يجاوب: لا نعرف، إلا دحوم يقول (القدير يعرف).. 
ثم تسألهم مرة أخرى من يعرف أهمية السلطة بالنسبة لأجسامنا؟ 
فالكل يجاوب إجابات خاطئة إلا دحوم يقول وبثقة (القدير يعرف)!! 
تنتقل بجلستك إلى الصالة العائلية، وهنا تدور أحاديث عائلية أخرى، فتسألك الأم عن ابنة عمتك، كيف هي الآن بعد العملية؟ فترد والله ما كلمتهم اليوم انشغلت، فتفاجأ بالأخ دحوم يقول اسألوا (القدير يعرف)!! 
وتستمر في تجاهلك له وتكمل أحاديثك الأسرية، وتصل إلى مداخلة أحد أبنائك عندما سألك عن عدد ساعات رحلة الطيران من الدوحة إلى هيوستن في أميركا؟ فترد وأنت غير واثق فتقول يمكن 11 ساعة. فيعلق دحوم من بعيد: صدقوني (القدير يعرف))!! 
طبعاً هنا أنت لا تتمالك أعصابك وتوجه كلامك بصوت عالٍ: وبعدين مع عبدالقدير رفيجك اللي يعرف كل شي، وينه هذا ناديه خل يجاوب لنا ع كل سؤال.. فيرد عليك مبتسماً قائلاً: القدير لا يتكلم. 
فتستغرب من رده، وتسأله: لماذا لا يتكلم؟
فيصمت بدون رد.. 
فتسأله طيب أين يعمل صديقك عبدالقدير؟ 
فينظر إلى التلفزيون وبيده يؤشر على الشاشة وهو ما زال مبتسماً، فتنظر للجميع باستغراب وفي داخلك ألف سؤال عن هذا الشخص الذي يعرف خصوصيتنا وصامت!! 
فيرد عليك دحوم بسرعة وكأنه قرأ أفكارك (هذا هو القدير)!! 
فتنظر للشاشة لتفاجأ بصنم متربع يتعبد عنده أبطال المسلسل الهندي اليومي!! 
آخر وقفة 
سأترك لكم التعليق أفضل!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق