الاثنين، 18 مايو 2015

نبادر من أجلهم ..!


حسن الساعيالأربعاء، 13 مايو 2015 01:38 ص
مع التطور العمراني والاقتصادي الذي تشهده الدولة خلال الفترة الأخيرة، ومع الخطط المستقبلية التي وضعتها حكومتنا الموقرة من أجل رفاهية الشعب وتحقيق الأهداف المرحلية، تطلب الأمر فتح باب استقدام العشرات من العاملين في القطاعات المختلفة للدولة، من أجل مواكبة التطور الهائل في جميع نواحي الحياة، فزاد عدد السكان في ظل الأجور المرتفعة، بحيث أصبحت دولة قطر عامل جذب كبير للبعض، وحلماً للبعض الآخر، فزاد الضغط على الخدمات العامة والمرافق الرئيسية للدولة. 
ومن هذه المرافق الرئيسية أخص اليوم بالذكر محطات البترول المنتشرة في جميع نواحي الوطن، مع اتفاقنا أن أعدادها لا تكفي لمليون سيارة، وربما أكثر، تسير في شوارع الدولة يومياً، ونطالب بزيادتها، ولكن دعوني أخص بالذكر هنا العاملين في هذه المحطات، وأغلبهم من فئة العمالة التي بالكاد تقرأ وتكتب فتعليمها متدنٍ أحياناً. 
تخيلوا معي هذا الموقف.. 
تصل للمحطة لتعبئة خزان الوقود، أمامك عشرات السيارات تنتظر، وأنت في سيارتك المكيفة إلى حين فتح المجال لوصولك لجهاز التعبئة، والجو حار، يصل دورك، تفتح النافذة إلى المنتصف، تطلب منه تعبئة كامل الخزان، وتغلق النافذة مسرعاً بسبب رائحة عوادم السيارات وضررها عليك وعلى أبنائك، وتواصل استماعك للإذاعة، وتنتظر.. مرت ٣ دقائق، ينتهي العامل، يعود لاستلام المبلغ منك، تسرع في فتح النافذة وتحاسبه، ثم تغلقها على عجل بسبب العوادم!! 
طبعاً نحرص جميعاً على صحتنا، بل ونحاول قدر المستطاع أن نبتعد عن الأماكن المسببة للضرر على أجسادنا، ومنها محطات البترول، بسبب البنزين المتطاير وعوادم عشرات السيارات، والأهم خطورة المحطات رغم تجهيزاتها الأمنية، ولكن نبقى حريصين على صحتنا. 
طبعاً هذا الأمر جعلني أفكر في هذه العمالة التي لم تجد من يوعيها بخطورة استنشاق هذه العوادم خلال ساعات العمل وبشكل يومي، خاصة أنها قد تكون سبباً رئيسياً لبعض الأمراض الخطيرة التي قد يصاب بها العاملون، فهي من الأمراض المنتشرة في هذا القطاع. 
لذلك أطالب السادة المسؤولين عن هذا القطاع بإيجاد حلول جذرية تحمي العاملين من خطورة استنشاق هذه الغازات والعوادم كوقاية لهم، بدلاً من علاجهم، بعد إصابتهم، ولعل الطريق المثلى وضع كمامات خاصة لهذا الغرض تحميهم وتزيد جرعة الوعي لديهم بخطورة الأمر. 
أرجو أن لا نتركهم، بل نساعدهم ونقف معم، فهم شركاء البناء والتعمير في أرض الوطن، وواجب علينا أن نشعر بهم، لذلك أطلقت حملة توعية، بمشاركة عشرات المتطوعين، عبر «تويتر» تحت وسم #نبادر_من_أجلهم، حتى نلفت نظر المسؤولين وأصحاب القرار إلى أهمية الالتفات إلى هذه الفئة ومساعدتها ووقايتها من خطر عوادم السيارات، بدلاً من تركهم فهم لا يعلمون. 

آخر وقفة 
#نبادر_من_أجلهم
الإعلامي حسن الساعي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق