أرحب بك عزيزي القارئ وأود اليوم أن أطرح معك موضوعاً شغل بال البعض منا في فترة من الفترات، وما زال للأسف، بينما يراه الآخرون موضوعاً عادياً، ألا وهو الرقم المميز، ولا أقصد هنا رقم السيارة فقط.
اليوم هو ١١/١١ يعتبر رقماً مميزاً عند البعض، فتجده يؤجل كل مشاريعه المصيرية إلى هذا التاريخ، وهذا ما دعا البعض أن يكون عنده هوس لا معقول في اقتناء الأرقام المميزة في كل أمور حياته، بدءاً بالرقم الشخصي، ثم الصحي، والجواز، والسيارة، والعرس، والأولاد، والرزق، بشكل غير طبيعي، فقط ليكون مميزاً عن الآخرين.
فتجده يحرص على أن يكون رقم هاتف البيت هو نفس رقم الجوال نفس رقم السيارة نفس رقم العمل، بل ويدخل في مزادات ومشاحنات ووساطات فقط كي يكون مميزاً، وليقال فلان مميز.
لا تدري أحياناً لم يعشق هؤلاء الأرقام لدرجة الهوس؟
لا تدري هل هو خلل نفسي أو تقليد أعمى أم أن الخير وايد؟!
نعم جنون اقتناء الأرقام المميزة جعل البعض منهم يتضايق من وجود أرقام مميزة لدى الآخرين، ويبدأ يسأل نفسه والآخرين لماذا فلان لديه رقم مميز؟ وكم سعره؟ وهل يعرف فلان في الجهة الفلانية كي يحصل على الرقم هذا؟
ويبدأ حديث النفس ويبدأ القلق، ويبدأ التفكر بقيمة الرقم اليوم كم، وهذا معناه أنه يملك المبلغ الفلاني، أي إنه تاجر وو ومن أسئلة وأجوبة ومفردات وكلمات ما أنزل الله بها من سلطان يرددها هذا الشخص، فقط لأنه شاهد أحدهم لديه أرقام مميزة.
لا أعمم ولكن أضرب لكم مثلاً لواقع عاشه البعض منا وحدثني عنه بحسرة، وهو مستغرب أن يصل الأمر لدى البعض أن يدفع أي مبلغ نظير حصوله على الرقم المميز ولا يملكه غيره!!
في دولة مجاورة أحد المهووسين بالأرقام المميزة حدد يوم زفافه للرجال بتاريخ ١٠/١٠ وحفل زفاف النساء ٢٠/١٠ ويوم السفر ٣٠/١٠ المهم لا يضيع أي رقم مميز!!
علق أحد الاستشاريين النفسيين حول هذا الوضع:
«هذا التنافس لا يعد غروراً بقدر ما هو تفريغ لرغبة داخلية للشخص، فالفرد المقتني للرقم المميز يشعر بطاقة الفوز والانتصار بفوزه برقم مميز يهواه ، ومن وجهة نظره لا يعتبر أي شخص يهوى الاحتفاظ بأرقام مميزة مريضاً نفسياً، مشدداً على دور الأهل في توعية الأبناء بإعطائهم إرشادات نفسية وعلمية للحد من تلك الظاهرة، والتأكيد أن هناك أولويات أهم من هذه الشكليات».
آخر وقفة
ما جعلني أكتب هذا الموضوع اليوم عزيزي القارئ هو حديث أحد الأصدقاء لي من يومين عندما ورده اتصال من أحد معارفه عندما طلب منه شراء حجز الفندق لحفل خطوبة ابنته، لأنه في يوم مميز ١٢/١٢ بمقابل مادي يصل لضعف سعر حجز صديقي، بل ويسأله مستغرباً أنت كيف استطعت الحصول على هذا التاريخ وأنت ليس لديك معارف مثلي ((واسطة))!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق