الثلاثاء، 19 نوفمبر 2013

مادري والله !!


هي عماد البيت وشمعته ووقوده الحيوي النابض بالحب والطيبة، هي المدرسة الأولى التي يتعلم منها الصغير قبل الكبير، وهي العالمة بالخفايا والأسرار، وتصمت حباً وخوفاً على فلذات أكبادها، وهي مدبرة المنزل والرئيس التنفيذي له بلا تهاون، ولكن بعاطفة الأمومة.. إنها الزوجة الصالحة.
كانت وما زالت الركن الأساسي والعمود الفقري والحقيقي لبناء أية أسرة صالحة كي تنعم بالألفة والمودة والمحبة. 
ولكن أن تقول صاحبة كل هذه الصفات الجميلة (ما دري والله) فهذه الطامة الكبرى في وجهة نظري!! 
فقد حدثني بو ناصر قبل فترة عن موضوع سمعته كذا مرة سابقاً، ولكنني لم أعره اهتمامي إلى أن لمسته من كلام ومشاعر صاحب الموضوع فعلياً فيقول... 
بوعلي تعود البيت بعد يوم عمل شاق فتسأل عن أبنائك فيأتيك الرد منها (ما دري والله) كانوا موجودين وأظن اطلعوا!!
تسأل عن وجبة الغداء إذا جاهز وما هي طبخة اليوم فتفاجأ بالرد (ما دري والله)!! 
تقف مستغرباً وتنتظر قليلاً وإذ بالخادمة تقول لك إنها لم تطبخ اليوم.
طيب لماذا لم يتم إبلاغي لأجد البديل فيأتيك الرد (ما دري والله) نسيت!! 
إلى آخر هذه المواقف الحياتية اليومية التي مر بها بوناصر وجملة (ما دري والله) تتكرر بعذر النسيان أو بعذر الانشغال أو بدون عذر فتحتار في أمرك.
تناقشت مع صاحب الموضوع حول الأسباب المحتملة، فقال والله يابوعلي انشغال الأم صباحاً في وظيفتها جعل منها مساء زوجة متعبة مرهقة في واجباتها المنزلية، خاصة مع الأبناء، بزيادة خاصة مع متطلبات المدارس والواجبات الأسرية فتجدها وقد تشتتت بين هذا وذاك!! 
وذكر لي بوأحمد تناقشت معه أيضاً حول نفس الموضوع فقال والله يا بوعلي أنا مستغرب من الأم غير العاملة (البعض منهن) تلقاها طول اليوم نايمة أو مشغولة مع زياراتها ومواجيبها ورسايلها التليفونية التي لا تنتهي، وإذا سألتها عن شيء يخص بيتها قالت لك (ما دري والله) اسأل الخادمة! 
أما بوسعد يقول بالعكس يا بوعلي المرأة اليوم بصراحة احنا بدونها نضيع في تدبير أمور بيوتنا الخاصة، فهي سواء كانت عاملة أو متقاعدة فتجدها حريصة كل الحرص على راحة أسرتها من زوج وأبناء وخدم دون التقصير في حق أحد منهم، بل وبالعكس تجدها تعالج كل مشكلة مهما كانت صغيرة أو كبيرة دون إزعاجك وإذا سألتها عن شيء وجدت (الجواب عندها).
صراحة عزيزي القارئ الموضوع مهم لكل أسرة اليوم تحاول أن تبني أساساً قوياً ومتيناً بحيث تحقق الأمان والراحة لأبنائها مستقبلاً، فشتان بين (ما دري والله وبين الجواب عندي).
لا نختلف عزيزي القارئ أن الزوج هو الأساس في إدارة شؤون الأسرة كرئيس مجلس إدارتها.
ولا نختلف أيضاً أن الزوجة تعتبر الرئيس التنفيذي لهذه الشراكة الأسرية والمحرك لها.
فلا نستطيع أن نستثني دور الزوج في إهمال الزوجة لواجباتها في البيت، ولا نستطيع أن نلقي كل اللوم عليها أيضاً، بل هي مسؤولية مشتركة يتحمل تبعاتها الطرفان.

آخر وقفة
لنفكر قليلاً في مستقبل الأبناء فهم يتعلمون منها وهي تتعلم منه. 
وأرجو ألا يكون جوابك أنت أيضاً (ما دري والله).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق