أهلاً بك عزيزي القارئ الباحث عن عمل بين هنا وهناك منذ عدة أشهر أو سنوات، خاصة أنك تحمل عشرات الشهادات منها العليا ومنها التطوعية ومنها التطويرية، وكذلك الخبرات التدريبية وقليل من اللغة.
إلا أنك تقف هناك في آخر طابور أولويات بعض الجهات المعنية بالتوظيف، فتجد نفسك مرة في المعرض المهني تبحث، ومرة نجدك عند البنوك تبحث، أو بين أروقة الوزارات والهيئات الحكومية وشبه الحكومية، وتحث الخطى وأنت تبحث ولكن دون جدوى في الغالب فيتملكك اليأس والضيق والضجر، فقررت الجلوس في منزلك مضرباً عن البحث لك عن عمل، وهذا من حقك.
ولكن يا أخي الكريم سأعطيك مثالاً آخر واقعياً حدثني عنه أحد الإخوة يوم أمس عن واقع لأحد الأشخاص قيل عنه سوبر موظف، وقد تستغرب من هذا المسمى، لكنه موجود ويعيش بيننا وقد يكون أخاً لك أو قريباً أو صديقاً.
فيقول: هذا السوبر اخوي حسن تجده مثلاً موظفاً في البنك، وبعد شهر تسأل عنه فتجده مساعد مدير المشتريات في الشركة الفلانية، تغيب فترة وتسأل أين هو فتجده مدير أول التوظيف في الوزارة الفلانية، وبعد أشهر تسأل فيقال لك: مادريت فلان وين؟ تستغرب وينه؟ يقولك واصل فوق الحين رئيس تنفيذي للشركة الفلانية، وفجأة تسمع أن آخر وظيفة له حالياً مدير مكتب الوزير!! وهذا كله خلال سنتين أو ثلاث تنقل بين أربع أو خمس وظائف.
الله يزيد ويبارك
ولكن بصراحة بوعلي تقف متعجباً فلان (سوبر موظف) رغم شهادته المتواضعة وخبرته البسيطة في مجال العمل، كيف استطاع التنقل بين كل هذه الوظائف وبهذه السرعة ما شاء الله، في حين نجد أن هناك عشرات العاطلين والباحثين عن عمل تجمدت أفكارهم وعقولهم من جراء البحث اللا منتهي عن وظيفة، ولكن يبقى الحال كما هو محلك سر.
ويقول أيضاً سمعت عن أحدهم تنازل عن الشهادة الجامعية بدرجة امتياز، وقَبِل أن يعمل بالشهادة الثانوية إلى أن يرى ماذا سيفعل مستقبلاً، بينما السوبر موظف حاصل على شهادة متواضعة، ولكنه تنقل بين هنا وهناك دون عائق فتستغرب!!
هل الخلل في صاحب الشهادة أم الخلل في المكان الذي قدم فيه الطلب؟
هل الخلل في المقابلة الشخصية وعدم التدرب جيداً عليها؟
هل الخلل في سنوات خبرته التدريبية أم أين الخلل؟
تسأل الباحث عن عمل يقول لك: تعبت ادور مادري شسالفه معقولة، ولا أي جهة تقبل فيني رغم شهادتي ولغتي.
تسأل العاطل يقولك: تعبت أنتظر اتصالاً من أي جهة للمقابلة، وصار لي فوق ٦ أشهر لم يتصل بي أحد، محتاج أعمل ومحتاج أستقر ولكن دون جدوى.
هذا يبحث ولا يجد وهذا لا يبحث ويجد سبحان الله
فعلا إنها أرزاق يقسمها الرحمن بين عباده.
آخر وقفة
يا سوبر موظف شسالفة
قالي.. أعرف واحداً!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق