الاثنين، 25 نوفمبر 2013

حجة وحاجة !!


كنت في زيارة لأحد الإخوة في مجلسه كعادتي الأسبوعية لتبادل الأحاديث الودية ولقاء الأحبة من الأصدقاء والمقربين الذين أشتاق للقياهم بين فترة وأخرى.
وقد لفت نظري تواجد كل أبنائه معه، والصغير منهم قبل الكبير في المجلس بهدوء وانتباه، بل ويقومون بواجب الضيافة والترحيب والحفاوة بالزوار بابتسامة وبحلو الكلام، الله يحفظهم.
كما لفت نظري في هذه الجلسة أدبهم في الحديث مع الكبار والاستئذان قبل الكلام والاستماع باهتمام دون مقاطعة الآخرين احتراماً لزوار والدهم، بلباسهم الرسمي وقلة حركتهم رغم طفولتهم، فسألت صديقي فضولاً حول هذا الموضوع وتواجدهم الدائم في المجلس، خاصة أن أكبرهم لم يبلغ من العمر ١٢ سنة -ما شاء الله- فقال لي: 
والله يا بوعلي علمني مجلس والدي الله يرحمه أسرار الحياة، وأنا اليوم أعلم أبنائي هذه الأسرار من خلال مجلسي اليومي، رغم أنهم كانوا مصدر إزعاج في بادئ الأمر، ولكن مع التعود والشدة واللين أصبحوا جزءاً لا يتجزأ من هذا المجلس اليوم.
بل وأصبحت أجلس مع أصدقائهم وأعرفهم عن قرب أمام عيني بدلاً من أن يكونوا بعيداً عني لا أعرف ماذا يفعلون، ولا تنسى يا بوعلي عيالي أمانة في رقبتي، الدنيا ما لها أمان، ومن حقي أخاف عليهم وأراقب تصرفاتهم.
ثم استطرد قائلاً -وكأنه تذكر أمراً مهماً-: على فكرة أخوي حسن بعض الأصدقاء تذمروا من تواجدهم، ولكن ما همني تذمرهم بقدر ما يهمني أني أعلم أبنائي الصح والغلط من خلال مخالطة الآخرين والتأدب في حضور الكبار، وهذا الذي احترمه البعض من أصدقائي وأصبحوا من زوار هذا المجلس في وقت ابتعد عنه البعض وهم قلة، وهذا آخر اهتمامي.
فسألته لماذا لم يحدد أوقاتاً للأبناء يجلسون فيه وأوقاتاً للأصدقاء؟ فقال يا بوعلي وجود الأبناء يجبر الآخرين على احترام وجودهم، فيرتقون في حديثهم، بل وينتقون المواضيع ذات الفائدة، فكانوا حجة وحاجة لي ولهم، فبوجودهم منعت لهو الحديث غير المباح، وبوجودهم أيضاً ارتقيت بفكر الحاضرين ومن بينهم أبنائي.
ثم قال: شوف أخوي حسن مجلسي هذا بيربي عيالي التربية الصحيحة، وأتمنى كل رجل عنده مجلس لا يطرد عياله منه، بالعكس ناديهم واجبرهم يجلسون ويتعلمون السنع والمراجل من خلال مخالطة الآخرين وبإشرافك وحضورك.. 
عزيزي القارئ
قد نتفق أو نختلف مع وجهة نظره في تربيته لأبنائه، ولكن قد نتفق أنه حول مجلسه إلى مجلس علم ومواضيع هادفة يستفيد منها الجميع بدل أحاديث الإثم والذنوب، بل إنه راقب أبناءه وحدد مسار تفكيرهم، وهذا الأهم اليوم.

آخر وقفة 
يا ترى هل فعلاً نحن بحاجة اليوم أن نصحب أبناءنا إلى مجالسنا، أم نتركهم مع لهو المواقع الإلكترونية!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق